“لا ترتكبوا أخطاءً ستذهب بكم للزوال”.. أردوغان يبعث برسالة تحذير لنظرائه في المتوسط بالتزامن مع مناورات عسكرية

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/26 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/26 الساعة 10:06 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/ رويترز

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020، نظراء بلاده في منطقة البحر المتوسط إلى الاتزان والابتعاد عن اتخاذ خطوات خاطئة "تؤدي بهم إلى الزوال"، وذلك بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع اليونانية أن اليونان وفرنسا وايطاليا وقبرص ستجري تدريبات عسكرية من الأربعاء إلى الجمعة، في جنوب جزيرة كريت في شرق المتوسط، حيث تصاعد التوتر بين أثينا وأنقرة مؤخراً.

تأتي تصريحات أردوغان التي تحمل نبرة عالية من التهديد، في وقت تشهد فيه منطقة شرق المتوسط توترات متزايدة بين تركيا واليونان بشكل خاص، في ظل بدء أنقرة التنقيب عن الغاز في المتوسط.

"لا تختبروا صبرنا": ووجه أردوغان في تصريحاته أيضاً تحذيراً إلى جهات لم يسمِّها، قائلاً: "نريد أن يدرك الجميع أن تركيا لم تعد دولة يُختبر صبرها وحزمها وإمكاناتها وشجاعتها بعد اليوم".

كما شدّد أردوغان على أن بلاده عازمة "على تحصيل ما يحق لها الحصول عليه في البحار المتوسط وإيجة والأسود"، مضيفاً "لا نطمع في أراضي وسيادة ومصالح الغير، فإننا لن نتهاون مع من يستهدف أراضينا وسيادتنا".

يُذكر أن وزارة الدفاع اليونانية كانت قد أوضحت في بيان، أن "قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا اتفقت على نشر وجود مشترك في شرق المتوسط، في إطار مبادرة التعاون الرباعية (إس كيو أيه دي)".

كما أشار البيان إلى أن "التوتر وعدم الاستقرار في شرق المتوسط زادا من الخلافات حول القضايا بشأن المجال البحري (رسم الحدود والهجرات وتدفق اللاجئين…)".

تحرك ألماني للتهدئة: وزار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أثينا وأنقرة، الثلاثاء، في محاولة لتهدئة التوتر بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي، ودفعهما إلى الحوار حول ترسيم حدود المياه في المتوسط.

وكانت تركيا قد أعربت الثلاثاء عن استعدادها لإجراء محادثات مع اليونان، على ألا تفرض شروطاً مسبقة بشأن الخلاف حول التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، الذي دفع بالبلدين المنضويين في حلف شمال الأطلسي إلى إجراء مناورات عسكرية متقابلة. 

من جانبها صرَّحت اليونان على لسان وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، بعد اجتماعه مع ماس بالقول، إن أثينا "مستعدة للحوار، لكن هذا الحوار لا يمكن أن يتم في ظل التهديدات (التركية)".

لكن بالرغم من الدعاوى المتبادلة بين الطرفين، فإن ماس، وفي استكمال لمهمته المعقدة، أقرّ بأن النزاع قد دخل مرحلة "دقيقة للغاية". إلا أنه قال "لا أحد يريد حلاً عسكرياً لهذه القضية (…) وهناك استعداد لدى الجانبين للحوار"، "تصرفوا بمنطق سليم".

ومن المنتظر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في برلين اجتماعاً غير رسمي يومي الخميس والجمعة، حيث من المتوقع أن تضغط اليونان على التكتل لفرض عقوبات على منافستها التاريخية تركيا.

تحميل المزيد