كشف تقرير نشرته صحيفة Middle East Eye البريطانية، الإثنين 17 أغسطس/آب 2020، عن تورط دبلوماسي بريطاني كبير في خطة لتحسين صورة الجنرال الليبي خليفة حفتر، وذلك بعد توجيه اتهامات إليه بارتكاب جرائم حرب.
الدبلوماسي البريطاني وحسب التقرير، هو جوليون ويلش، وقد عمل على تحسين صورة حفتر بعد بدء عمله في شركة العلاقات العامة المثيرة للجدل Consulum، وذلك بعد حصوله على إجازة غير مدفوعة الأجر من الخارجية البريطانية.
حفتر كزعيم ذي مصداقية: هذا وقد شغل ويلش سابقاً منصب نائب مدير مكتب الخارجية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد كانت الخطة التي وضعتها الشركة تهدف إلى إبراز خليفة حفتر كزعيم ذي مصداقية لليبيا كلها وليس منطقة الشرق فقط.
فيما نقل التقرير عن الشركة، أنها بدأت بالعمل على مسودة للاتصالات نيابة عن خليفة حفتر بعد اتصال من وسيط من جانب الجنرال الليبي في مايو/أيار 2019، لكن الشركة ألغت الخطة بعدما قام ويلش بالتأكد من مدى صلاحية حفتر ليكون عميلاً للشركة أم لا.
في حين اعترف محامو الشركة للموقع البريطاني، بأن الخطة كانت مجرد مسودة أولى قابلة للتطور بعد ذلك، وأن من وضعها مجرد موظف صغير داخلها.
في المقابل تكشف الخطة أن عملية تغيير صورة حفتر سوف تعتمد على استراتيجية من الاتصالات الدقيقة، والتأثير على الصحفيين ومنصات التواصل الاجتماعي والوزراء والبرلمانيين، والهدف من كل ذلك هو "تصوير حفتر على أنه شخصية ضرورية لمستقبل ليبيا، وأنه أفضل فرصة لليبيا مستقرة وآمنة وموحدة ومتعاونة مع مصالح الغرب، وأنه الحل الموثوق للحرب الأهلية الليبية وكزعيم موالٍ للغرب ضد الإرهاب والذي قد يصبح (الزعيمَ الانتقالي)، في الوقت الذي يواصل فيه البلد البحث عن مستقبله".
مقترحات الخطة لدعم حفتر: كذلك اقترحت الخطة قيام الشركة بكتابة مقالات رأي وتوزيعها على الصحف الغربية، وأن يتم توقيعها باسم خليفة حفتر، ثم تدريب المتحدثين باسمه وتوظيف جوجل وويكيبيديا لتعزيز موقف الجنرال وسمعته على الإنترنت.
الخطة حددت 22 وزيراً ومسؤولاً وصحفياً وبرلمانياً في بريطانيا ممن قالت إنهم أصحاب الأسهم، حيث ضمت وزيري الخارجية والدفاع جيرمي هانت وبيني موردانت، والجنرال جون لورمير، وثمانية صحفيين من ست صحف، من ضمنها "بي بي سي" و"التايمز" و"الإيكونومست"، وأربعة نواب بالبرلمان.
اقترحت الخطة التأثير على الرأي العام البريطاني من خلال استراتيجية دعم واسعة داخل المؤسسات الغربية، عبر شبكات اتصالات في الإعلام الدولي، وتحقيق تغيير في المفهوم والانطباع الدوليَّين عن حفتر. فيما كشفت الخطة أن تكلفة حملة الدعاية سوف تتكلف ما بين 200 و250 ألف دولار.