قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإثنين 17 أغسطس/آب 2020، إن تل أبيب تستعد لتسيير رحلات جوية إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، من خلال الأجواء السعودية، في حين ذكرت صحيفة عبرية أن خلافات أخرت إرسال وفد إسرائيلي إلى الإمارات للترتيب لاتفاقية التطبيع.
خطوات لبدء التطبيع: جاءت تصريحات نتنياهو التي نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، وقال خلال جولة في مطار بن غوريون الدولي، "إنني أزف لكم بشرى أننا نعمل حاليًا على تنظيم رحلات جوية مباشرة، ستربط (المدينة الإسرائيلية) تل أبيب، بدبي وبأبو ظبي، وتمر في طريقها عبر الأجواء السعودية".
نتنياهو أشار إلى أن الرحلات "ستكون قصيرة للغاية كونها لا تستغرق سوى 3 ساعات تقريبًا، مثل الرحلة إلى روما مثلاً، لكنها ستغيّر وجه الطيران الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي، من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي بكلا الاتجاهين، وحجم هائل من الاستثمارات".
أضاف نتنياهو أن "إن مواطني الإمارات، معنيون جدًا بالقيام باستثمارات ضخمة في إسرائيل في مجال التكنولوجيا، إذ يقع هناك بعض أكبر مراكز التجارة الحرة وأكثرها كفاءة في العالم، مما سيحقق فائدة كبيرة جدًا للمستهلك الإسرائيلي ويُعتبر ببساطة عاملاً محفزًا للاقتصاد الإسرائيلي والذي سيفيد أي مواطن".
صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، كانت قد ذكرت أن شركات سياحية إسرائيلية تلقت اتصالات من نظيرتها إماراتية، أبدت الأخيرة خلالها استعدادها لاستقبال السياح الإسرائيليين في أبوظبي ودبي.
كانت أبو ظبي قد بدأت بالفعل تستقبل الإسرائيليين بعد 48 ساعة من إعلان اتفاق التطبيع مع تل أبيب، حيث ظهر مراسلان إسرائيليان للمرة الأولى علناً، السبت 15 أغسطس/آب 2020، وهما يبثان تقارير إعلامية من أمام برج خليفة في مدينة دبي الإماراتية.
وحتى الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش، لم يصدر أي تعليق رسمي سعودي على تصريحات نتنياهو حول عبور الطائرات الإسرائيلية من أجواء السعودية.
إلا أنه في العام 2018، ولأول مرة سمحت المملكة لطائرة ركاب تجارية بالعبور من أجوائها، متجهة من الهند إلى إسرائيل، بحسب المسار الذي ظهر على موقعي Flightradar24 وFlightware، اللذين يراقبان مسارات الرحلات الجوية حول العالم.
خلافات إسرائيلية: في سياق متصل، تسببت خلافات إسرائيلية داخلية، في تأجيل توجّه وفد إسرائيلي إلى الإمارات لوضع تفاصيل اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت الإثنين إن مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين بدأوا الأحد العمل على تفاصيل اتفاقياتهم لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، قبل المحادثات الرسمية التي ستجرى في أبو ظبي.
لكن الصحيفة أشارت إلى نشوب خلافات إسرائيلية داخلية، حول تركيبة الوفد الذي سيتوجه لإجراء المحادثات مع الإماراتيين، وقالت إن "الوفد الإسرائيلي الذي كان من المفترض أن يتوجه إلى الخليج للمشاركة في تلك المحادثات، تأخر بسبب الخلافات حول تقسيم السلطة بين: مجلس الأمن القومي والموساد ووزارة الخارجية".
لكن مع ذلك، فقد أشارت الصحيفة الى أن "ممثلي وزارة الخارجية يقومون بالفعل بفحص المباني في أبو ظبي، التي قد تضم السفارة الإسرائيلية".
تفاصيل الخلاف: بحسب صحيفة فإن جوهر الخلاف يكمن بأن العديد من أعضاء مجلس الوزراء الأمني، لا سيما من حزب أزرق أبيض، غاضبون من الطريقة التي أجرى بها نتنياهو المحادثات السرية، عبر التحايل على وزارة الخارجية، وإبقاء وزيري الدفاع والخارجية، بيني غانتس وغابي أشكنازي (قادة حزب أزرق أبيض) في الظلام".
أضافت الصحيفة أنه "وبدلاً من استخدام أشخاص من وزارة الخارجية، كانوا يعملون لسنوات لتعزيز العلاقات مع دول الخليج، أرسل نتنياهو مساعده المقرب، رئيس الموساد يوسي كوهين، والسفير لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، لإجراء المحادثات".
كما أشارت "هآرتس" إلى أن هذه الاتصالات جرت خلال الشهرين الماضيين، منذ أن "اقترح الأمريكيون تأجيل خطة الضم مقابل تطبيع العلاقات مع دول الخليج".
بحسب الصحيفة أيضاً فإنه "من المتوقع أن يضم الوفد أفراداً من الحكومة والموساد، وتناضل وزارة الخارجية من أجل مكانها في الوفد"، وأوضحت أنه نظراً للخلافات حول الوفد إلى جانب انتظار صياغة التفاصيل التي تريد إسرائيل تقديمها، تأخر إرسال الوفد إلى أبو ظبي.
يُشار إلى أن إسرائيل والإمارات كانتا قد بدأتا الأحد الفائت في خطوات تطبيع العلاقات، بما فيها رفع الحظر عن الاتصالات الهاتفية المباشرة بينهما.
كانت إسرائيل قد أعلنت أيضاً أن رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، سيتوجه إلى الإمارات العربية المتحدة من أجل العمل على الاتفاق، ولم يتضح ما إذا كان كوهين قد توجه فعلاً إلى هناك.