عاد مرفأ بيروت، الأربعاء 12 أغسطس/آب 2020، للعمل تدريجياً بهدف تأمين السلع للأسواق المحلية، وذلك بعد أسبوع من تفجير هائل تعرض له وخلّف مئات القتلى والمشرّدين وآلاف الجرحى وسط مخاوف من نفاد المواد الأساسية، إذ أبدى المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، قلقه من نفاد الخبز من بيروت خلال أسبوعين ونصف.
وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، راؤول نعمة، أعلن عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر أن "هناك 12 رافعة تعمل من أصل 16 في مرفأ بيروت".
كما ذكر نعمة أن "المرفأ يعمل الآن كي تفرغ البواخر حمولتها، ويأتي التجار لأخذ بضاعتهم من المرفأ".
انفجار المرفأ: في 4 أغسطس/آب 2020، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف قتلى وجرحى وعشرات المفقودين، بجانب دمار مادي هائل، بخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار.
الأسبوع الماضي قدّر وزير الاقتصاد خسائر انفجار مرفأ بيروت بمليارات الدولارات، مشدداً على أن "لبنان ليس لديه قدرة مالية لمواجهة تداعياته".
ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصاديّة قاسية، واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليميّة ودوليّة.
كان نعمة قال، اليوم، إن مخزونات القمح المتوفرة في بلاده تكفي حاجة السوق المحلية، لمدة 4 شهور قادمة.. "مخزون المطاحن في لبنان من الطحين هو 32 ألف طن، إضافة إلى 110 آلاف طن تصل تباعاً خلال أسبوعين".
فيما أعلنت دول العالم تضامنها مع لبنان، وأرسلت مساعدات وصل بالفعل الكثير منها بعد ساعات من الانفجار، وبينها مستشفيات ميدانية وطواقم طبية وأدوية.
ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طناً من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.
احتجاجات شعبية غاضبة: وبعد انفجار المرفأ خرج اللبنانيون في مظاهرات شعبية رافضة للطبقة السياسية الحاكمة، فيما واجهتها قوات الأمن اللبنانية بقنابل الغاز المسيل للدموع على محتجين وسط العاصمة بيروت، لإبعاد المتظاهرين عن المداخل الرئيسيّة لمقر مجلس النواب (البرلمان)، في يوم رابع من احتجاجات تطالب برحيل السلطة الحاكمة، على خلفية انفجار مرفأ بيروت.
وجاءت هذه التظاهرات عقب الانفجار الذي ضاعف الأزمة في البلاد.
احتجاجات رافضة للفساد: ورفع المحتجون شعارات مندّدة بالطبقة السياسيّة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد وغياب الكفاءة، ويحملونها المسؤولية عما آلت إليه أوضاع لبنان.
كذلك طالبوا برحيل كل من مجلس النواب، برئاسة نبيه بري، ورئيس الجمهوريّة ميشال عون، بعد أن قَبِلَ الأخير، الإثنين، استقالة حكومة حسان دياب، وكلفها بتصريف الأعمال لحين تشكيل أخرى جديدة.
في حين أفادت مراسلة الأناضول بأن محتجين ألقوا حجارة على عناصر من قوات الأمن، فردّوا بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع على المحتجين.
كما أفادت بإطلاق رصاص مطاطي من سطح أحد المباني المتاخمة لمجلس النواب لإبعاد المحتجين.
وتتواصل المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين المُصرّين على اجتياز فواصل حديديّة تفصلهم عن مقر البرلمان.
وقال محتج للأناضول: "نحن هنا للضغط على السلطة، واستقالة حكومة دياب ليست إلّا البداية".