كشف تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 10 أغسطس 2020، أن أزمة جديدة نشبت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد مانحي حملته الانتخابية، بعد مكالمة حادة بينهما، ما أثار خشية بعض الجمهوريين من تعريض تمويل الحملة الرئاسية للخطر.
كان ترامب قد أجرى مكالمة هاتفية في الأيام القليلة الماضية مع المانح ذي التوجه المحافظ، شيلدون أديلسون، رجل الأعمال الأمريكي البالغ من العمر 87 عاماً الذي كان قد تعهد بالتبرع بما لا يقل عن 100 مليون دولار للمساعدة في إعادة انتخاب ترامب وحلفائه في الكونغرس.
خلاف بين ترامب وأحد داعميه: غير أنه، خلال تلك المكالمة الهاتفية، بدا أن ترامب كان غير مدرك للمبلغ الذي تبرع به أديلسون بالفعل لحملته الانتخابية، ومقدار الأموال التي كان رجل الأعمال على استعداد لإنفاقها لمساعدة الجمهوريين الآخرين على الفوز في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وذلك حسبما قال مصدر لم يكشف عن هويته لموقع Politico الأمريكي السبت 8 أغسطس 2020.
التقرير قال إن ترامب "أثار عداوة" أديلسون خلال المكالمة، التي كانت تهدف في البداية إلى التركيز على جائحة كورونا، وحزمة الكونغرس لتحفيز الاقتصاد، والأوضاع الاقتصادية المتعثرة في البلاد، بعد أن تلقى الاقتصاد ضربة قوية جراء تدابير الإغلاق التي فرضت في عموم البلاد للحد من انتشار فيروس كورونا.
تساؤلات عن حجم الدعم: ومع ذلك، فإن ترامب كانت لديه خطط أخرى في المكالمة، إذ طالب، بحسب ما يُقال، بمعرفة لماذا لم يساعده أديلسون بما يكفي لدعم إعادة انتخابه. ويُذكر هنا أن المكالمة جاءت في وقت أخذت تُظهر فيه عديدٌ من استطلاعات الرأي على مستوى البلاد أن جو بايدن، المرشح الديمقراطي المفترض، يتقدم على ترامب، في ولايات الحسم الأساسية، مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، التي سلّمت ترامب الفوز بالانتخابات في عام 2016.
كذلك قال التقرير أيضاً إنه بات "من غير الواضح" لشركاء أديلسون ما إذا كان الملياردير سيغير خططه الخاصة بمواصلة إنفاق مبالغ طائلة في انتخابات 2020 لمصلحة ترامب أو حلفائه المحافظين.
يُذكر أن أديلسون تبرّع وزوجته بمبلغ ضخم قدره 124 مليون دولار لحملات سياسية طوال انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، وهو رقم غير مسبوق لعائلة رجل الأعمال البارز. كما أن أديلسون تبرع بانتظام بمبالغ كبيرة من الأموال قرب نهاية الانتخابات لمجموعات العمل السياسي المخصصة لدعم الإنفاق غير المقيد للحملات (Super Pacs)، ومجموعات الدعم الخفية.
تنفيذ الوعود الانتخابية: وكان المانح الجمهوري قد بدأ في دعم ترامب في انتخابات عام 2016، إذ أخذ على عاتقه مساعدة الرئيس ترامب في تنفيذ وعود حملته الانتخابية الخاصة بدعم إسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كما كان حاضراً في البيت الأبيض عندما كشف ترامب عن خطة الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، استمر ترامب في إبداء قدرته وتعهده بتمويل حملته الانتخابية، قائلاً في يونيو/حزيران 2015: "لستُ بحاجة إلى أموال أي شخص".
حيث قال ترامب آنذاك: "أنا أستخدم أموالي الخاصة. لا أعتمد على أموال جماعات الضغط. لا أعتمد على أموال المانحين. لا يهمني ذلك. فأنا غنيّ بالفعل".