كشفت وثائق رسمية حصلت عليها شبكة "CNN" الأمريكية أن وزارتي النقل والعدل اللبنانيتين، ووزارات أخرى في البلاد، أبلغت عن التخزين الطويل الأمد لشحنة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، الذي تعرض لانفجار هائل خلف دماراً كبيراً آلاف الضحايا.
الشبكة الأمريكية أوضحت، الجمعة 7 أغسطس/آب 2020، أن تلك الوثائق تتعلق بمراسلات بالبريد الإلكتروني وسجلات المحكمة، علاوة على البيان الذي أصدره يوم الأربعاء، مكتب المحاماة اللبنانية "بارودي وشركاؤه"، والذي يمثل مصالح طاقم السفينة روسوس، التي نقلت نترات الأمونيوم إلى بيروت.
رسائل تحذير من السفينة: قال المحامون إنهم أرسلوا في يوليو/تموز 2014 رسائل إلى إدارة الميناء ووزارة النقل اللبنانية "تحذرهم من خطورة المادة الموجودة على متن السفينة".
وفق الشبكة الإخبارية الأمريكية، فقد تلقى مكتب المحاماة في نفس الشهر رسالة من مدير عام النقل البري والبحري تفيد بأنه أرسل طلباً رسمياً إلى وزارة العدل لاتخاذ الإجراءات اللازمة "لتفادي غرق السفينة، والتأثيرات الضارة لشحنتها على الميناء".
جاء في بيان مكتب المحاماة قوله: "أخبرنا (المدير العام) أنه بعث برسالة إلى قيادة القوات البحرية لكي يتخذوا الخطوات اللازمة لإصلاح السفينة ومنعها من الغرق".
ذكرت شبكة "CNN" أنها توجهت إلى وزارتي العدل والنقل اللبنانيتين بطلب للتعليق، وكذلك إلى إدارة الميناء، لكنها لم تتلق أي رد.
ماذا قال محامو طاقم السفينة؟ نشرت شركة بارودي وشركاه، التي مثلت طاقم السفينة الروسية، بياناً يوم الأربعاء 6 أغسطس/آب، قالت فيه إنها بعثت برسائل في تموز /يوليو 2014 إلى المسؤولين في مرفأ بيروت ووزارة النقل "تحذر من مخاطر المواد المنقولة على متن السفينة".
ويذكرون أنهم تلقوا أيضاخطاباً في ذلك الشهر "من مدير عام النقل البري والبحري يبلغنا بأنه أرسل خطابات رسمية إلى وزارة العدل يطلب منها القيام بما يلزم للسفينة لتجنب غرقها وتعريض الميناء إلى خطر حملها".
كتب البيان؛ "أبلغنا أيضاً أنه بعث برسالة إلى السلطات البحرية للقيام بما يلزم لإصلاح السفينة وتجنب غرقها".
تحذيرات متكررة: أصدرت سلطات الجمارك إخطارات متكررة للقاضي بشأن الشحنة الخطرة، وفقاً لوثائق اطلعت عليها CNN. لكن الوثائق، التي لا يمكن نشرها لأسباب قانونية، ردت عدة مرات قائلة إن السفينة وحمولتها قد لا تكون ضمن اختصاص المحكمة، كما تظهر الوثائق.
في أربعة ردود مكتوبة بخط اليد في عامي 2016 و 2017، رد القاضي ونائبه على رسائل من مسؤولي الجمارك اللبنانيين قائلين إنهم بحاجة إلى "مناقشة إلى أي مدى تشمل اختصاص المحكمة" في هذه المسألة.
قالت بارودي وشركاه أيضاً إن الوجهة المقصودة للبضائع التي يُحتمل أن تكون متفجرة كانت موزمبيق، وإنه تم شحنها "بأمر من بنك موزمبيق الدولي لشركة متخصصة في صناعة المتفجرات، عندما تم احتجازها في بيروت.
لم يستجب البنك الدولي لموزمبيق و Fábrica de Explosivos de Moçambique – وهي شركة تعدين تجارية في موزمبيق – لطلب للتعليق.
موزمبيق "لا علم لها": علقت شحنة سفينة روسية من نترات الأمونيوم الخطرة في ميناء بيروت لسنوات
لكن مدير ميناء بيرا في موزمبيق، أنطونيو ليبومبو، نفى معرفته بالسفينة الروسية، وفقاً لمنافذ الأخبار البرتغالية المحلية لوسا.
أفادت الأنباء بأن ليبومبو أخبر لوسا: "عادة، قبل استلامنا لسفينة، يتم إخطارنا. في هذه الحالة، لم نتلق أبداً أي إخطار بسفينة قادمة إلى ميناء بيرا بهذه الخصائص والبضائع".
بحسب ما ورد، أبلغت وزارة النقل والاتصالات الموزمبيقية لوسا أنها لم تُبلغ بشأن السفينة الروسية.
أشعلت إمكانية منع الانفجار بالفعل اتهامات بإهمال الحكومة، المتجذرة في الإحباط الذي طال أمده لدى الطبقة السياسية في لبنان.