قالت نقيبة الأطباء في ألمانيا، سوزان يونا، الثلاثاء 4 أغسطس/آب 2020، إن ألمانيا تواجه بالفعل موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد، مشيرةً إلى أن مخالفة قواعد التباعد الاجتماعي تجازف باحتواء سلطات البلد للمرض، في حين سجلت دول أوروبية عودة لزيادة الإصابات بالفيروس.
تزايد أعداد الإصابات: أشارت يونا، رئيسة نقابة ماربورجر يوند التي تمثل الأطباء في ألمانيا، لصحيفة أوجسبورجر ألجامينه: "نحن بالفعل في بداية موجة ثانية"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أضافت يونا أن هناك خطراً من أن تبدد الرغبة في العودة للحياة الطبيعية وتقليص إجراءات الاحتواء النجاح الذي حققته ألمانيا حتى الآن، وحثت الناس على الالتزام بالتباعد الاجتماعي والإرشادات الصحية ووضع الكمامات.
في سياق متصل، قال معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، الثلاثاء، إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في ألمانيا زاد 879 إلى 211281 وإن الوفيات ارتفعت ثماني حالات إلى 9156.
تأتي تصريحات نقيبة الأطباء، بعدما ارتفع عدد حالات الإصابة اليومية باطراد في الأسابيع القليلة الماضية، وحذر خبراء الصحة من أن تراخي الالتزام بالإرشادات الصحية والتباعد الاجتماعي بين البعض يساعد على نشر العدوى في المجتمع.
كانت ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا قد مُنيت بأقل عدد وفيات جراء الجائحة بالمقارنة ببعض الدول الأوروبية المجاورة مثل فرنسا وإيطاليا، بفضل إجراء فحوص على نطاق واسع ونظام رعاية طبية جيد والالتزام بالإرشادات الصحية.
قلق من القادم: يتزامن تزايد أعداد الإصابات بكورونا في ألمانيا، مع تزايد مماثل في العديد من الدول الأوروبية، فبحسب وكالة رويترز سجلت وزارة الصحة البريطانية 938 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، الإثنين 3 أغسطس/آب 2020، وهو ثاني أعلى عدد إصابات يومية منذ يونيو/حزيران ليصل العدد الإجمالي إلى 305623.
وتعود آخر ذروة في الآونة الأخيرة إلى 29 يوليو/تموز عندما أظهرت بيانات الوزارة تسجيل 995 إصابة جديدة وذلك في أكبر عدد منذ 16 يونيو/حزيران.
في سياق متصل، كان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قد حذر نهاية يوليو/تموز 2020 من ظهور بوادر موجة ثانية لفيروس كورونا في دول أوروبية، وذلك بعد زيادة في أعداد الإصابات بالمملكة المتحدة، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قالت إن بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا لم تتمكن إلا من تخفيف وطأة الوباء جزئياً عن طريق إجراءات الإغلاق.
وتأتي مخاوف الدول من عودة الزيادة في أعداد الإصابات بكورونا، في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية، الإثنين 3 أغسطس/آب 2020 من احتمال ألا يكون هناك "حل سحري" للقضاء على فيروس كورونا الذي أصاب الملايين حول العالم.
تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، ومايك رايان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة، حثا كل الدول على التطبيق الصارم للتدابير الصحية مثل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين وإجراء الفحوص.
وقال تيدروس في إفادة صحفية عبر الإنترنت من مقر المنظمة في جنيف: "الرسالة الموجهة للناس والحكومات واضحة: التزموا (بالتدابير) كلها". وأضاف أن الكمامات يجب أن تصبح رمزاً للتضامن حول العالم.
أضاف تيدروس أن هنالك "عدداً من اللقاحات في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الآن، ونأمل أن يكون لدينا عدد من اللقاحات الفعالة التي يمكنها وقاية الناس من العدوى. لكن لا يوجد حل سحري في الوقت الحالي وقد لا يوجد أبداً".
أما رايان فأشار إلى أن الدول التي تتزايد فيها معدلات العدوى، كالبرازيل والهند، بحاجة للاستعداد لمعركة كبيرة، مضيفاً: "طريق الخروج طويل ويتطلب التزاماً مستداماً".