قالت وزارة الخارجية في نظام بشار الأسد إن شركة نفط أمريكية وقعت اتفاقاً مع قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد، التي تسيطر على حقول النفط في شمال شرق البلاد، فيما وصفته بصفقة باطلة "لسرقة النفط السوري"، في حين أدانت تركيا، الإثنين 3 أغسطس/آب 2020، الاتفاق الذي قالت إنه يتجاهل القانون الدولي.
استثمار بالنفط السوري: لم يذكر بيان وزارة الخارجية الذي نشرته وسائل إعلام حكومية اسم الشركة الضالعة في الصفقة مع قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف انتزع مساحات من شمال وشرق سوريا من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة الولايات المتحدة، كما لم يذكر تفاصيل عن الاتفاق.
لكن كان عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي ووزير الخارجية مايك بومبيو قد أشارا إلى صفقة بشأن حقول النفط بين شركة أمريكية وقوات سوريا الديمقراطية خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يوم الخميس الفائت.
السيناتور الجمهوري لينزي غراهام قال، خلال جلسة الاستماع، إن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أبلغه بالصفقة التي وقّعت مع شركة أمريكية "لتحديث حقول النفط في شمال شرق سوريا".
سُئل بومبيو إن كانت الإدارة الأمريكية تدعم ذلك، فردّ قائلاً في الجلسة التي بثت على الهواء: "نعم.. الصفقة استغرقت وقتاً أطول مما كنا نأمل، والآن نحن في مرحلة التنفيذ".
اعتبر نظام الأسد أن الاتفاق "باطل وملغى ولا أثر قانوني له، وأنه يمثل اعتداءً على السيادة السورية"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
من جانبها، قالت وكالة الأناضول إن الشركة الأمريكية التي وقعت الاتفاق هي شركة "Delta Crescent Energy LLC" الأمريكية، مضيفةً أن الاتفاق ينص على استخراج النفط ومعالجته والاتجار به في شمال شرق سوريا.
موقف تركيا: من جانبها، أدانت وزارة الخارجية التركية، الإثنين، توقيع الاتفاق بين الشركة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية، مشيرةً إلى أن هذه القوات تضم عناصر من وحدات "حماية الشعب" الكردية، والتي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الموضوع على لوائح الإرهاب في تركيا وأوروبا وأمريكا.
وكالة الأناضول نقلت بياناً صدر عن وزارة الخارجية التركية، ووصف الاتفاق بأنه "يتجاهل القانون الدولي"، كما أكد البيان أن وحدات "حماية الشعب" الكردية أظهرت بوضوح طموحها للانفصال عن سوريا، من خلال الاستيلاء على الموارد الطبيعية للشعب السوري.
كذلك أعربت الخارجية عن أسف أنقرة لدعم واشنطن الاتفاق بين الشركة وبين قوات سوريا الديمقراطية.
النفط السوري: كانت سوريا تنتج نحو 380 ألف برميل نفط يومياً قبل اندلاع الاحتجاجات في العام 2011، والتي تحولت إلى حرب طويلة بعد قمع التظاهرات، حيث تدعم إيران وروسيا حكومة الأسد، فيما تساند الولايات المتحدة المعارضة.
فقد النظام السيطرة على معظم الحقول المنتجة للنفط في منطقة إلى الشرق من نهر الفرات في دير الزور، وأضرت عقوبات غربية بقطاع الطاقة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال، في وقت سابق، إن عدداً صغيراً من الجنود الأمريكيين سيبقى "حيث يوجد نفطهم" رغم انسحاب عسكري من شمال شرق سوريا، في حين قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أواخر العام الماضي، إن عائدات حقول النفط ستذهب إلى قوات سوريا الديمقراطية.