سجَّل إجمالي ناتج ألمانيا الداخلي في الربع الثاني من 2020 تراجعاً تاريخياً نسبته 10.1%، نتيجة القيود التي فُرضت بسبب انتشار فيروس كورونا، لكن الخبراء يرون أن الاقتصاد على طريق التعافي، كما دخل الاقتصاد الأمريكي رسمياً مرحلة الركود، مع تسجيل انكماش بنسبة 32.9% على أساس سنوي في الربع الثاني هذا العام، وفق بيانات أعلنتها وزارة التجارة الأمريكية، الخميس 30 يوليو/تموز.
في ألمانيا قال المكتب الاتحادي للإحصاء الألماني (حكومي)، في بيان، إن الناتج المحلي الإجمالي سجَّل انكماشاً بـ11.7% خلال الربع الثاني على أساس سنوي، مقابل انكماش بنسبة 1.8% في الربع الأول من العام الحالي.
بيانات المكتب قالت إن انكماش أكبر اقتصاد أوروبي جاء مدفوعاً بانهيار إنفاق الأسر واستثمارات الشركة وتراجع الصادرات خلال الجائحة.
ويعد هذا الانكماش هو الأكبر منذ بدء حساب الناتج المحلي الإجمالي الفصلي لألمانيا في عام 1970.
وأقرت ألمانيا خطة تحفيز مالي بقيمة 750 مليار يورو (870 مليار دولار)؛ لتجاوز تداعيات فيروس كورونا في مارس/آذار الماضي، فيما أقر البنك المركزي الأوروبي خطة تحفيز في يوليو/تموز الحالي، بقيمة 750 مليار يورو؛ لدعم خطط التعافي لدول المنطقة.
ماذا عن أمريكا؟ الكساد في أمريكا يعد الأسوأ الذي يسجل بالولايات المتحدة منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. وتراجع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 5% في الربع الأول.
عادة، فإن انكماش الاقتصاد فصلين متتاليين يعني أنه دخل في مرحلة ركود. وقالت وزارة التجارة الأمريكية، إن انخفاض إجمالي الناتج الداخلي "يشكل انعكاساً للتصدي لوباء كوفيد-19 مع تدابير العزل التي فُرضت في مارس/آذار وأبريل/نيسان".
بيانات الوزارة قالت إن هذا الانخفاض الكبير نجم بشكل أساسي عن تراجع الاستهلاك بنسبة 34.6% في الربع الثاني.
الخميس أيضاً، أعلنت وزارة العمل الأمريكية ارتفاع عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة لإعانات البطالة بأكثر من 1.4 مليون شخص، الأسبوع الماضي، في ثاني زيادة أسبوعية على التوالي، بعد تراجع متواصل في عدد الطلبات منذ أواخر مارس/آذار.
الأربعاء، قرر الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي) الإبقاء على معدل الفائدة عند مستوى تاريخي منخفض في نطاق صفر – 0.25%.
بيان الوزارة قال إن "المجلس يتوقع الحفاظ على هذا النطاق المستهدف إلى أن تكون لديه ثقة بأن الاقتصاد اجتاز الأحداث الأخيرة، وأنه يسير في مسار نحو تحقيق أهدافه بشأن التوظيف واستقرار الأسعار".
حتى مساء اليوم، سُجلت في الولايات المتحدة نحو 4.43 مليون إصابة بفيروس كورونا، فيما بلغ عدد الوفيات نحو 151 ألف حالة.
ترامب والاقتصاد: خلافاً لاحتفائه بتقرير أظهر انتعاش الوظائف أوائل يونيو/حزيران الماضي، فقد قابل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقارير السلبية عن الاقتصاد الأمريكي، اليوم، بالتلميح، لأول مرة، إلى احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
فبعد دقائق فقط من إعلان وزارة التجارة عن انكماش تاريخي للاقتصاد في الربع الثاني، غرد ترامب على "تويتر" قائلاً: "تأجيل الانتخابات إلى أن يتمكن الناس من التصويت بشكل مناسب وبسلام وأمان".
وزاد: "بالتصويت العام عبر البريد ستكون 2020 الانتخابات الأقل دقة والأكثر تزويراً في التاريخ. ستشكل إحراجاً كبيراً للولايات المتحدة". وقابلت أسواق المال تغريدة ترامب بحالة من الخوف، إذ فتحت مؤشرات وول ستريت على تراجع، فيما تعمقت خسائر الدولار.