كشف رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي ماريام ديسالين أن الاتفاقية المتعلقة بإعلان المبادئ الخاصة بسد النهضة التي وقعت عام 2015، نصت على أن يكون الملء الأول للسد بالتوازي مع تشييده، وأكد ديسالين أن مصر أبرمت الاتفاقية وهي تعلم بذلك.
أزمة ثقة بين البلدين: ديسالين وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، نشرت مقتطفات منها الأربعاء 29 يوليو/تموز 2020، على أن تُبث لاحقاً، قال إن "الاتفاقية كانت أول إطار تعاوني يجمع دول شرق حوض النيل، خصوصاً مع وجود أزمة ثقة تاريخية بين مصر وإثيوبيا".
أشار المسؤول الإثيوبي السابق إلى أنه لم تكن هناك أي اتفاقيات بين دول المصب ودول المنبع، "لكن بعد أن أصبح السد واقعاً ملموساً، وبدأت تطفو على السطح تباينات في الآراء، كان من الضروري التوصل إلى تفاهمات، لا سيما مع وجود أزمة ثقة تاريخية بين مصر وإثيوبيا".
أضاف ديسالين أنه من هذا المنطلق جاءت مبادرة اتفاقية إعلان المبادئ، التي وقعت وسد النهضة في طور الإنشاء، مشيراً إلى أن الاتفاقية أكدت أن الملء الأول للسد سيكون بالتوازي مع التشييد.
وحتى الساعة (09:00) بتوقيت غرينتش، لم يصدر أي تعليق رسمي من القاهرة على ما قاله رئيس وزراء إثيوبيا السابق.
تمسك مصري بالمفاوضات: تأتي تصريحات ديسالين بالتزامن مع نبرة تهدئة عبّر عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020، بخصوص أزمة سد النهضة مع إثيوبيا.
السيسي وفي كلمة أمام عدد من المسؤولين في الحكومية وجنرالات في الجيش، قال إن القاهرة حريصة على التعامل مع أزمة السد من خلال التفاوض، وليس الخيار العسكري، معتبراً أن "قلق المصريين وخوفهم شيء طبيعي لأن الأمر متعلق بحياة المصريين"، قائلاً إنه مع إثيوبيا في تحقيق التنمية لكن دون التأثير على حياة المصريين.
السيسي رأى أيضاً أن "معركة التفاوض" مع إثيوبيا حول السد ستكون طويلة، كما وجَّه رسالة إلى الإعلام المصري، ودعاه إلى عدم التحدث عن عمل عسكري مُحتمل، وقال موجهاً كلامه للإعلاميين: "لو إنت خايف وقلقان متقعدش تكلم كتير وتهدد حد، متهددش وتقول كلام ملهوش لازمة".
تحفظ على ملء السد: والإثنين الماضي أعلنت مصر والسودان، في بيانين منفصلين لوزارتي الري، تحفظهما على بدء إثيوبيا الملء الأول لسد النهضة، في "إجراء أحادي" تتخذه قبل التوصل لاتفاق ملزم حول ذلك.
كما قرر البلدان العودة إلى اجتماع مع إثيوبيا يوم 3 أغسطس/آب المقبل، وذلك بعد إجراء مشاورات داخلية في بلديهما، وذلك في نهاية لقاء جديد للمفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي.
وتعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية.
فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.