تسعى دول ما يعرف بـ"العيون الخمس" The Five Eyes إلى توسيع أعداد دول التحالف الذي تأسس عام 1944، بضم اليابان إلى صفوفه وتمديد أفقه إلى علاقة اقتصادية استراتيجية تعمل على التحكم في الاحتياطيات الاستراتيجية الرئيسية، مثل المعادن النادرة والإمدادات الطبية، وذلك نقلاً عن نواب بريطانيين ينتمون إلى يمين الوسط ويتولون العمل دولياً على انفصال الغرب عن الصين وتقليل الاعتماد عليها.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، تأتي إمكانية توسيع دور تحالف "العيون الخمس"، وهو تحالف استخباراتي تشكل في عام 1941 (يضم خمس دول ناطقة بالإنجليزية هي بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا)، لتمثل جزءاً من اهتمام متزايد بين النواب من الاتجاه الديمقراطي المحافظ لتشكيل تحالف سياسي واقتصادي متماسك لخوض التنافس مع الصين.
كما تنطوي تلك المقترحات على جاذبية إضافية لأعضاء البرلمان البريطاني من المحافظين الذين يبحثون عن علاقات تجارية أعمق خارج الاتحاد الأوروبي والصين.
الاعتماد على الصين: أزمة كورونا كشفت عن مدى اعتماد الغرب في قطاعات استراتيجية على الصين، ومن المقرر أن يُعلن قريباً عن خططٍ وضعت تحت رعاية تحالف "العيون الخمس"، وتقضي بالعمل على تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج المعادن النادرة وشبه النادرة من أستراليا وكندا وأمريكا، من أجل تقليل الاعتماد على الاحتياطيات الصينية.
المعادن الحرجة، والمعروفة باسم العناصر الأرضية النادرة، تمثل المكونات الرئيسية في مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية، مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التلفاز، ولها تطبيقات عسكرية واسعة النطاق في المحركات النفاثة والأقمار الصناعية والليزر والصواريخ.
وقد استحوذت الصين على أكثر من 90% من الإنتاج العالمي والإمداد بالعناصر الأرضية النادرة خلال العقد الماضي، وفقاً لبيانات "هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية" (USGS).
توسيع التحالف لمواجهة بكين: حظيت فكرةٌ طُرحت بشأن تشكيل كتلة تجارية حرة من دول تحالف العيون الخمس بالدعم من أندرو هاستي، رئيس اللجنة المشتركة للاستخبارات العامة التابعة للبرلمان الأسترالي والناقد اللاذع منذ فترة طويلة للصين.
ففي ندوة لجمعية "هنري هاكسون"، وهي مركز أبحاث يقع مقره في لندن، قال هاستي: "بمجرد أن نعيد تقييم سلاسل التوريد لدينا ونحدد نقاط الضعف، وأنا على ثقة بأن دول العيون الخمس الأخرى ستفعل الشيء ذاته، سنجد الأساس اللازم لتفاهم يمكننا من خلاله سد ثغرات بعضنا، ونعم هناك إمكانية لبناء كتلة للتجارة الحرة بيننا. علينا أن نبذل قصارى جهدنا لبناء تلك الشبكة".
في الاتجاه ذاته، قدم وزير الدفاع الياباني تارو كونو الاقتراح الموازي بأن تصبح اليابان الشريكَ السادس في علاقة تبادلٍ للمعلومات الاستخباراتية، في ندوة أقامتها "مجموعة الأبحاث الصينية" China Research Group الأسبوع الماضي، ورحب بالاقتراح ممثل المحافظين في لجنة الشؤون الخارجية، توم توغيندات.
كما قال كونو، إن اليابان من جانبها سترحب بالمملكة المتحدة حال رغبتها في الانضمام إلى مجموعة "اتفاق الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ" (CPTPP).
رغبة يابانية في الانضمام: من جهته، قال توغيندات، الذي شارك أيضاً في تأسيس "مجموعة الأبحاث الصينية": "إن تحالف (العيون الخمس) كان جوهر العمل الاستخباراتي والهندسة الدفاعية لدينا منذ عقود. ويجب أن ننظر الآن إلى شركاء آخرين يمكننا الوثوق بهم لتعميق تحالفاتنا. واليابان تعد شريكاً استراتيجياً مهماً لأسباب عديدة، ويجب علينا أن نتدبر في كل فرصة مطروحة للتعاون على نحو أوثق".
أكّد كونو أن اليابان سترحب بأي دعوة للانضمام إلى تحالف "العيون الخمس".
كما حذر كونو من أن نمو الاقتصاد الصيني سمح للصين بشراء شركات التكنولوجيا الأجنبية، وأضاف: "هذا تطور يجب علينا مراقبته عن كثب، وشراكات تقنية مع دول مثل المملكة المتحدة ستكون حاسمة في مواجهة الصين، وفيما يتعلق بتجميع الاستثمارات وتشجيع موظفينا على دراسة مجموعات المهارات اللازمة من أجل نمو قطاعات التكنولوجيا الفائقة لدينا".