خرج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، صباح الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020، بتصريحات أثارت ردوداً بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي حاول فيها الرئيس طمأنة الشعب المصري بخصوص أزمة سد النهضة، مؤكداً أن بلاده حريصة على التعامل مع الأزمة من خلال التفاوض وليس الخيار العسكرى.
الرئيس قال أثناء افتتاح مجمع مصانع الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية بالروبيكي، إن قلق المصريين وخوفهم شيء طبيعي لأن الأمر متعلق بحياة المصريين قائلاً إنه مع إثيوبيا في تحقيق التنمية، لكن دون التأثير على حياة المصريين.
تصريحات الرئيس: السيسي أشار إلى أن بلاده تخوض معركة تفاوض مع إثيوبيا، كما وجَّه رسالة إلى بعض الإعلاميين الذين يعبرون عن قلقهم الدائم من بناء السد، قائلاً: "لو إنت خايف وقلقان متقعدش تكلم كتير وتهدد حد، متهددش وتقول كلام ملهوش لازمة"، تابع قائلاً: "كل ما تقلقوا وتخافوا اشتغلوا أكتر عشان تبقوا جامدين وأقوياء، خليكم أسود، الأسد محدش بياكل أكله، كل واحد في موقعه يبقى أسد صغير، وكلنا هنبقى أسد كبير".
كما أكد الرئيس استمرار عملية التفاوض مع إثيوبيا بشأن سد النهضة قائلاً: "نبذل جهدنا ومستمرون في التفاوض.. وهننجح في التفاوض، وهننجح بعملكم وجهدكم وإصراركم وإصرارنا للوصول لاتفاق يحقق لنا المصالح التي كنا نحصل عليها على مرّ آلاف السنين.. أقول ذلك بسبب الاهتمام الكبير في مواقع التواصل وكذلك الإعلام وهذا الأمر طبيعى".
السيسي تابع قائلاً: "عمري ما قلت كلمة صعبة في أصعب الظروف، وافتكروا 30 يونيو 2013 وعام 2014 و2015 و2016.. وشوفوا مصر عاملة إزاى.. بفضل الله ووعيكم تجاوزنا ذلك، ومستمرون للأمام ونزداد قدرة وقوة وكثير من التحديات أعاننا الله عليها بفضل الله وشرف نبلنا، وربنا بيكتب لنا النجاح.. افتكروا 2013 والدنيا في مصر كانت إزاي، طيب وبعدين؟.. لو كنا ظالمين ومعتدين مكنش ربنا وفقنا، لكن بفضل الله لازم يكون النجاح هو الجائزة التي يمنحنا الله إياها، لكن بالعمل والجد والمثابرة".
جدل على تويتر: تصريحات الرئيس المصري عن سد النهضة أثارت موجة من السخرية والاستغراب بين مستخدمي موقع تويتر، خاصة أن تصريحات الرئيس المطمئنة للشعب المصري جاءت بعد إعلان إثيوبيا الانتهاء من المرحلة الأولى لتعبئة سد النهضة في وقت فشلت فيه المفاوضات مع القاهرة.
المستخدم المصري (الأهلاوي) لخّص تصريحات السيسي في تعليق قال فيه: "اقرأوا الفاتحة على النيل"، في إشارة منه إلى تصريحات الرئيس التي أبدى فيها ارتياحه حيال أزمة سد النهضة.
فيما قال مستخدم آخر يطلق على نفسه اسم (عاشق أبوصلاح) في تعليقه على تصريحات الرئيس: "السيسي في المدينة الصناعية بيقول لا داعي للقلق من سد النهضة اطمئنوا.. السد اتملي نطمن علي اي!".
مستخدم آخر مصري أبدى غضبه من تصريحات رئيس بلاده، وقال: "7 سنوات من الكذب والتضليل، مئات من التصريحات الكاذبة على لسانه لم يتحقق منها شيء إلا في خيال أتباعه، ولم يلمس المواطن البسيط أي تحسن، ولو هذه التصريحات في دولة محترمة كانت كفيلة بإسقاط أي نظام".
أما المستخدم (عبدالله الطيب) فقال: "مبروك علينا شرب ماء المجاري ومبروك على إسرائيل نص حصتنا في ماء النيل".
المستخدم مصطفى أبدى استغرابه من تصريحات الرئيس وقال على تويتر: "لو كنا ظالمين مكنش ربنا وفقنا، إحنا كده ومتفوقين أمال لو موكوسين كنا هنبقى إزاي!".
أزمة سد النهضة: تصريحات الرئيس المصري التي رافقتها حالة من السخرية جاءت بعد إعلان إثيوبيا الانتهاء من تعبئة السد ونشر التلفزيون الإثيوبي "ETV" الأسبوع الماضي فيديو يعرض لأول مرة لحظة ملء بحيرة سد النهضة. وظهرت في الفيديو لحظة دخول المياه بشكل كبير إلى البحيرة، وذلك بعدما أعلنت أديس أبابا انتهاء المرحلة الأولى من ملء السد.
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وجّه تهنئة لمواطنيه على انتهاء المرحلة الأولى من ملء السد. بينما كشفت الصور والفيديو إغلاق فتحات السد السفلية وارتفاع منسوب المياه واقترابها من منسوب الإنشاءات بالسد.
فيما أعلن وزير المياه والطاقة والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي "انتهاء المرحلة الأولية لعملية ملء بحيرة سد النهضة الإثيوبي الكبير"، مؤكداً "تخزين 4.9 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة سد النهضة خلال المرحلة الأولى للملء".
فشل التفاوض: جاء هذا الإعلان بعد أيام فقط من فشل المفاوضات بين الأطراف الثلاثة (إثيوبيا والسودان ومصر) حول شروط وآلية ملء السد.
وتتمسك إثيوبيا بملء وتشغيل خزان السد خلال موسم الأمطار الحالي، في يوليو/تموز الجاري، فيما ترفض مصر والسودان إقدام أديس أبابا على هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق ثلاثي.
وترفض إثيوبيا تماماً أي اتفاق قانوني مُلزم ينظم عملية تعبئة وتشغيل السد، وهو ما تريده القاهرة وتصرّ عليه؛ لأن مصر تخشى من المساس بحصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتطالب باتفاق حول ملفات بينها أمان السد، وتحديد قواعد ملئه في أوقات الجفاف.