اعتمدت الجزائر عقوبات جنائية قاسية تصل إلى الحبس إلى 10 سنوات على مرتكبي الاعتداء اللفظي أو الجسدي ضدّ العاملين في قطاع الصحة، بالتزامن مع أزمة كورونا، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية مساء الأحد 26 يوليو/تموز 2020، أقر مجلس الوزراء الجزائري "مشروع الأمر المعدل والمتمم لقانون العقوبات، الرامي إلى ضمان أحسن حماية لمستخدمي الصحة".
إذ يعاقب المعتدي بموجب البند القانوني الجديد، في حالة الاعتداء اللفظي ضد عاملين في قطاع الصحة بالحبس من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات، وعلى الاعتداء الجسدي بالحبس من 3 إلى 10 سنوات. وفي حال وفاة المعتدى عليه، فيواجه المعتدي عقوبة بالحبس المؤبد.
كما يعاقب القرار أيضاً على "تخريب الأملاك والتجهيزات الطبية" بالحبس من عامين إلى 10 أعوام وغرامة مالية كبيرة.
الرئيس يتوعد: وفي وقت سابق توعد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بتشديد العقوبات ضد الأشخاص المعتدين على الأطقم الطبية في المستشفيات، وهذا بموجب "أمرية رئاسية في شكل قانون" سيتم التوقيع عليها خلال الأسبوع القادم.
الرئيس تبون أعرب عن تألمه عن وضع الأطباء قائلاً: "أنا أتألم كشخص وكمواطن وكرئيس أن نجد من يعتدي على أطباء وممرضين لم يروا أبناءهم منذ أربعة أشهر وهم في الواقع بمثابة مجاهدين"، مضيفاً: "أنا أتكلم باسم الشعب الجزائري وأؤكد أن الأطباء هم تحت الحماية الكاملة للدولة الجزائرية والشعب الجزائري".
بعد أن أبدى تبون أسفه لمثل هذه التصرفات، حذر كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأطقم الطبية، مؤكداً أن العقوبات ستكون مشددة ضد الأشخاص المعتدين، سواء بالعنف اللفظي أو الجسدي، وستتراوح ما بين 5 و10 سنوات حبساً نافذاً.
اعتداء على الأطقم الطبية: وتأتي تصريحات الرئيس في وقت تعيش فيه الجزائر منذ أيام على وقع جدل حاد جرّاء اعتداءات متكرِّرة على أطقم طبية بعدة مستشفيات، رغم دورهم في التصدي لفيروس كورونا، فيما توعدت السلطات بمحاسبة المعتدين.
رغم أن هناك أكثر من 40 وفاة سُجلت داخل الأطقم الطبية -الذين يُطلق عليهم "الجيش الأبيض- بفيروس كورونا، بينما فاق عدد المصابين 1700، وفق إحصاءات وزارة الصحة الجزائرية.
ظروف عمل قاسية: أما عن ظروف عملهم فنشر طبيب بقسم المصابين بكورونا بمستشفى عنابة الحكومي (شرق)، الثلاثاء، فيديو تحدَّث فيه عن تعرُّضه لاعتداء من أقارب أحد المصابين بالفيروس.
حيث ذكر الطبيب في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أنه تعرّض لاعتداء جسدي، رغم ظروف عمله القاسية ونقص التجهيزات.
يأتي الحديث عن اعتداءات تطال الأطباء في الجزائر فيما تتزايد الإصابات مرة أخرى في البلاد، حيث أعرب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الخميس الماضي، عن قلقه إزاء تصاعُد إصابات كورونا خلال الأيام الأخيرة، معلناً عن تدابير جديدة لـ"إبقاء الوضع تحت السيطرة"، وفق بيان للرئاسة.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه الجزائر أن حصيلة الإصابات بلغت 27 ألفاً و357، بينها 1155 وفاة، و18 ألفاً و471 متعافياً.