أعلنت الحكومة الليبية في طرابلس، مساء السبت 25 يوليو/تموز 2020، أنها تحقق في زيارة الكاتب اليهودي الفرنسي المثير للجدل برنارد ليفي للبلاد، مؤكدةً أنها ستتخذ إجراءات رادعة بحق كل من يدان في السماح له بدخول الأراضي الليبية.
غضب حكومي: جاء تعليق الحكومة في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي للحكومة فائز السراج، وقال البيان إن "المجلس الرئاسي لا علاقة ولا علم له بالزيارة، ولم يتم التنسيق معه بشأنها".
أضاف البيان أن المجلس اتخذ إجراءاته بالتحقيق في خلفية هذه الزيارة لمعرفة جميع الحقائق والتفاصيل المحيطة بها، مؤكداً أنه سيتخذ "الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من يدان بالتورط، مشاركاً كان أو متواطئاً في هذا الفعل، الذي يعد خروجاً على الشرعية وقوانين الدولة".
كذلك وجَّه المجلس الرئاسي، وفق البيان، "تعليماته المشددة لكافة الأجهزة والإدارات والمنافذ بالالتزام الكامل بالقانون وقرارات المجلس الرئاسي؛ لمنع تكرار أية خروقات مستقبلاً".
وكان رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، قد أعرب السبت، عن "استغرابه السماح" بدخول ليفي إلى مصراتة، وطلب تحقيقاً في الزيارة والجهة الداعية لها، لا سيما مع دعم باريس لقائد الميليشيات خليفة حفتر.
في السياق ذاته، قال مصدر بالجيش الليبي لوكالة الأناضول، إن القوة المشتركة التابعة للمنطقة الغربية (تابعة للجيش)، توجهت إلى مداخل مدينة ترهونة (شرق طرابلس)؛ لمنع ليفي من زيارة المدينة، بعد توارد أنباء عن عزمه على زيارتها.
أضاف المصدر الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، أنَّ منع ليفي من دخول ترهونة جاء لعدم حصوله على موافقة من السلطات العليا.
رفض لزيارة ليفي: وقوبلت زيارة ليفي لليبيا برفض شعبي ورسمي واسع، ومطالبات بالتحقيق مع من سمح له بالزيارة، دون أن تُعرف حتى الآن الجهة التي سمحت له بذلك.
وليفي أكاديمي وإعلامي وسياسي يهودي فرنسي، وله صداقات مع كبار الأثرياء والساسة الفرنسيين، ومن ضمنهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
يُعرف "ليفي" بتعصبه الشديد لإسرائيل عندما يتعلق الأمر بمصالحها وأمنها، فقد رفض وصف حروبها على غزة بالإبادة، وإثر عدوانها المدمر على القطاع عام 2010، زعم أن الجيش الإسرائيلي "أكثر الجيوش أخلاقية وديمقراطية".
كان ليفي ظهر عام 2011 في ليبيا مؤيداً الإطاحة بالقذافي، ولعب دوراً كبيراً من وراء الستار، حيث استشاره الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي، قبل التدخل العسكري في ليبيا، بل يُنسب إليه دور في إقناع ساركوزي بالقيام بدور رئيس في جهود الإطاحة بالنظام الليبي السابق.
كما ارتبط اسمه في السنوات العشر الأخيرة بالأحداث الساخنة في مصر والسودان والعراق مع الجيش العراقي وكذلك مع الأكراد هناك.