أعلنت الشرطة الأمريكية، الأحد 26 يوليو/تموز 2020، مقتل متظاهر إثر إطلاق عدة أعيرة نارية خلال احتجاج بوسط مدينة أوستن، عاصمة ولاية تكساس، في الوقت الذي شهدت مدينتا بورتلاند وسياتل أكبر احتجاجات منذ أسابيع ضد انتشار عناصر الأمن الفيدرالي بأمر من الرئيس دونالد ترامب.
قرار الرئيس الأمريكي بنشر القوات الفيدرالية في مدن وولايات أمريكية جاء بهدف قمع مظاهرات حركة (حياة السود مهمة) الرافضة للعنصرية، والتي دُشّنت بعد مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد شرطي أبيض قبل نحو شهرين.
حادثة القتل: في إفادة صحفية، أكدت الشرطة الأمريكية مقتل شخص، الأحد، إثر إطلاق عدة أعيرة نارية، جاء ذلك خلال بث مباشر على فيسبوك للمسيرة التي شارك فيها نحو مئة شخص في عاصمة ولاية تكساس.
قالت الشرطة إن التقارير الأولية تشير إلى أن المشتبه به كان يحمل بندقية، وأطلق النار على الضحية الذي كان في سيارته، وأضافت أنها ألقت القبض على المشتبه به.
أعمال شغب: في ولاية كاليفورنيا، تحوّلت المظاهرات إلى أعمال شغب، حيث أضرم متظاهرون النار في محكمة مقاطعة ألاميدا العليا؛ أسفر عن حريق تم احتواؤه بعد ذلك بوقت قصير.
إدارة مدينة "أوكلامد بألاميدا" أفادت بأن المتظاهرين حطموا نوافذ عدة مبانٍ، ورسموا رسومات على الجدران، ووجّهوا أشعة الليزر إلى عناصر الشرطة، كما قاموا بالتصدي لعملاء فيدراليين تم نشرهم في المدينة لحراسة محكمة فيدرالية.
مواجهات واعتقالات: في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، ألقت الشرطة الأمريكية القبض على 45 شخصاً من المشاركين في احتجاجات اندلعت مساء السبت، على خلفية إصابة 21 فرداً من عناصرها في اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
قالت الشرطة إن أفرادها استخدموا أسلحة "غير مميتة في محاولات لتفريق آلاف المتظاهرين، بعد أن أضرم بعضهم النار في موقع بناء بأحد مراكز احتجاز القصر ومحكمة في كينغ كاونتي".
في مركز الاحتجاج بالمدينة، حاول متظاهرون إنزال حاجز نصب أمام المحكمة الفيدرالية، فيما ردت قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع بكثافة، وقامت بتفريق الحشد.
وكانت حركة الاحتجاج في هذه المدينة الواقعة في شمال غرب الولايات المتحدة، بدأت بعد وفاة الأمريكي ذي الأصل الإفريقي جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس. وتوسعت مع وصول عناصر من الشرطة الفيدرالية، في منتصف يوليو/تموز إلى بورتلاند.
في تسجيلات فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر عناصر الأمن الفيدراليون ببزات القوات الخاصة، ومن دون شارات ظاهرة تحدد هويتهم، يستخدمون سيارات عادية مموهة لتوقيف متظاهرين، ما أجّج حركة الاحتجاج.
امتداد المواجهات: الشرطة الأمريكية أعلنت اعتقال العشرات كذلك وإصابة العديد من رجالها في مظاهرات امتدت إلى مدينة سياتل، على إثر الاشتباكات العنيفة بين ناشطين وضباط اتحاديين في مدينة بورتلاند المجاورة.
كتبت شرطة سياتل في منشور على تويتر أنها "ألقت القبض على 45 شخصاً فيما يتصل بأعمال الشغب"، وأضافت أن "21 فرداً من الشرطة أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة ومتفجرات أخرى".
قرارات ترامب تُثير الغضب: أثارت أساليب الشرطة الاتحادية في بورتلاند غضب القادة المحليين والديمقراطيين في الكونغرس، الذين قالوا إن أفرادها لجأوا للقوة المفرطة، وشكوا من تجاوز إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ونشرت إدارة ترامب الشرطةَ الاتحاديةَ أيضاً في شيكاغو وكانساس سيتي وألبوكيرك ونيو مكسيكو، رغم اعتراض رؤساء بلدياتها.