قالت صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كرم نظيره الشيشاني رمضان قاديروف عسكرياً، وذلك رداً على قيام أمريكا بضم قاديروف وعائلته إلى قائمتها السوداء للعقوبات قبل عدة أيام.
الرئيس الشيشاني بادر إلى الاحتفال بشكل سريع، ونشر خبر منحه رتبة لواء، على صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس 23 يوليو/تموز، مؤكداً أن الرئيس الروسي اتصل به شخصياً ليقرأ عليه هذا الأمر التنفيذي.
كتب قاديروف: "إنه لتكريم كبير أقدّره تقديراً عالياً ـ أنا جندي الرئيس المخلص، ومستعد لتنفيذ أي أمر له في أي قارة يرغب فيها".
تأتي هذه الخطوة بعد أقل من ثلاثة أيام من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية ضمها الرئيس السلطوي المثير للجدل وعائلته إلى القائمة السوداء للعقوبات الأمريكية.
حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الإثنين 20 يوليو/تموز، إن العقوبات المفروضة ترجع إلى "انتهاكات جسيمة عديدة لحقوق الإنسان يعود ارتكابها إلى أكثر من عقد من الزمان".
من جانبه، رد قاديروف في رسالة نشرها عبر تطبيق تليغرام، بعد تعليق حساباته على إنستغرام وفيس بوك، تحمل صورة لنفسه وهو يلوح مهدداً ببندقيتين آليتين، وأرفقها بالقول: "بومبيو، نحن نقبل القتال! القادم بعد ذلك سيكون ممتعاً".
الحاكم السلطوي: يُذكر أنه ومنذ توليه السلطة خلفاً لوالده الذي اغتيل عام 200، حكم قاديروف المحب للنمور الشيشان كما لو أنها إقطاعية شخصية له، حيث يتمتع بقدر من الحكم الذاتي الذي لا يتمتع به أي زعيم إقليمي آخر، نتيجةَ صفقةٍ أمنية كبيرة بالحفاظ على نظامه بعد حربين سالت فيها الكثير من الدماء مع موسكو.
تقول الصحيفة إن الحاكم المستبد استخدم الصفقةَ لتأمين ثروات شخصية لنفسه وإقامة نظامٍ قائم على الإرهاب والترويع، في ظل حوادث الاختفاء المتكررة لأي ناقد له في ظروف غامضة.
تشير الصحيفة أيضاً إلى أن قاديروف دعم العديد من موجات القمع والملاحقة التي يتعرض لها الأشخاص من المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومُغايري الهوية الجنسية بدايةً من عام 2017. إذ لقى ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم، واختفى العشرات، وأُبلغ عن المئات من حالات التعذيب. غير أن السلطات الروسية رفضت التحقيق في الأدلة، أو فتح قضايا جنائية.
تقول إيغور كوتشيتكوف، التي تقود منظمتها غير الحكومية، Russian LGBT Network، جهودَ الطوارئ على خط المواجهة لإجلاء المواطنين المعرضين للخطر، إن الترقية الجديدة تؤكد موقف الكرملين من انتهاكات حقوق الإنسان.
وأكدت كوتشيتكوف لصحيفة The Independent أن "السلطات تظهر بوضوح أنها لا تريد التحقيق في جرائم قاديروف، منحُ الألقاب والأوسمة العسكرية يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته عن طبيعة موقفها".