قال فريق بقيادة باحثين في الصين، إنَّ فحص الدم- المسمى PanSeer- يكتشف السرطان في 95% من الأفراد الذين لا تظهر عليهم أعراض ولكن يُصابون بالمرض لاحقاً، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 21 يوليو/تموز 2020.
كتب الفريق في دورية Nature Communications: "أثبتنا أنه يمكن الكشف عن خمسة أنواع من السرطان من خلال تحليل الدم القائم على مثيلة الحمض النووي حتى أربع سنوات قبل التشخيص التقليدي". وقالوا إن هذا الفحص يكتشف النمو السرطاني الذي لم يسبب أعراضاً أو تم رصده بطرق أخرى بعد.
كيف وصل الباحثون للنتائج؟ هذه الدراسة الجديدة ليست الأولى التي تسجل نتائج إيجابية لفحص دم يكشف مبكراً عن السرطان. إلا أن الفريق قال إن هذا البحث مثير للاهتمام، لأنه بيَّن أنه يمكن الكشف عن السرطانات قبل أن يظهر على المرضى أي مؤشر على الأعراض، وهو أمر لم تتوصل إليه من قبلُ سوى دراسات قليلة.
كما أوضح الباحثون كيف يعتمد التحليل الجديد على فحص مناطق معينة من الحمض النووي الموجود في بلازما الدم بحثاً عن علامات منبهة، تسمى مجموعات الميثيل، التي غالباً ما تنشأ في الحمض النووي للورم. وقال الفريق إنه استخدم تقنيات مكَّنتهم من اكتشاف مستويات ضئيلة من هذا الحمض النووي.
ثم استخدموا خوارزميات التعلم الآلي- نوع من الذكاء الاصطناعي- لتطوير نظام يمكنه تحديد ما إذا كان أي حمض نووي موجود في الدم متخلفاً عن هذه الأورام بالفعل، بناءً على وجود مجموعات الميثيل.
لتطوير الفحص، استخدم الفريق عينات بلازما الدم التي جُمعت من أفراد في الصين بين عامي 2007 و2014، في إطار مسعى بحثي أكثر شمولاً.
للدراسة حدود: في المجمل، استخدم الباحثون 414 عينة من مشاركين لم يصابوا بالسرطان بعد خمس سنوات على الأقل من أخذ عينة الدم، واستخدموا 191 عينة من مشاركين شُخصت إصابتهم بسرطان المعدة أو القولون والمستقيم أو الكبد أو الرئة أو المريء بعد أربع سنوات من جمع عينات الدم. كما استخدم الفريق عينات من بنوك بيولوجية من 223 مريضاً شُخصت إصابتهم بالفعل بإحدى السرطانات الخمسة.
بعد تجربة النظام على نحو نصف العينات، اختبر الفريق نظامه على البقية. وكشفت النتائج أنَّ فحص PanSeer اكتشف السرطان في 88% من المشاركين الذين شُخصت إصابتهم بالمرض بالفعل، وفي 95% من المشاركين الذين لم تُشخص إصابتهم بالسرطان ولكنهم أصيبوا به لاحقاً.
لكن الدراسة لها حدودها، ومنها أنها تستند إلى عدد صغير نسبياً من العينات، ولم يكن تخزينها مثالياً، وقد أبدى الفريق مخاوفه إزاء تعرضها المحتمل للتلوث. وليس بإمكان الفحص أيضاً تحديد نوع السرطان الذي يعانيه المريض.