قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، الإثنين 20 يوليو/تموز 2020، إنه تم تسجيل 14 وفاة على الأقل جرّاء فيروس كورونا المستجد في السجون المصرية المكتظة، مشيرةً إلى أن الفيروس يتفشى في السجون، وسط إجراءات احترازية ضئيلة اتخذتها السلطات للحد من انتشاره.
السجناء في خطر: المنظمة قالت إن التقرير الجديد لها عن تفشي كورونا بسجون مصر، "مبنيّ على شهادات ورسائل تم تسريبها من سجنين، وتقارير ذات مصداقية لوسائل الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشارت المنظمة إلى أن "14 سجيناً ومحتجزاً توفوا على الأقل بسبب مضاعفات كوفيد-19 على الأرجح في 10 مؤسسات عقابية في مصر حتى 15 تموز/يوليو".
كذلك أدانت المنظمة نقص "الرعاية الطبية وعدم توفير الاختبارات" الخاصة بكورونا في السجون، وطالبت بتوفير "رعاية طبية ملائمة" للسجناء و"تسريع (وتيرة) الإفراج" عنهم.
أفادت "رايتس ووتش" أيضاً بأن السلطات المصرية أطلقت سراح 13 ألف سجين منذ شباط/فبراير، لكنها اعتبرت أن هذا "غير كافٍ" لحل مشكلة التكدس في السجون.
جهود ضئيلة لحماية السجناء: وبحسب الوثائق الإدارية والشهادات التي جمعتها "هيومن رايتس ووتش"، فإن السلطات في السجون المصرية "لم تبذل إلا القليل جداً من الجهد من أجل عزل المرضى الذين تظهر عليهم أعراض" الإصابة.
في بعض السجون فقط، تم تخصيص "زنزانة أو عدة زنازين" لعزل المرضى، وفق المنظمة، التي أشارت إلى عدم اتخاذ أي تدابير خاصة لحماية كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة تجعلهم أكثر عرضة للخطر.
أضافت في هذا السياق أن الحراس "في ثلاثة سجون على الأقل رفضوا السماح للسجناء بالحصول على الكمامات أو وضعها"، في حين لا يزال ممنوعاً على العائلات زيارة المساجين، وفقاً لقرار أصدرته وزارة الداخلية منذ العاشر من مارس/آذار 2020، فيما أوضحت الوزارة أنها ستسمح فقط بتوصيل لوازم السجناء وتبادل الرسائل.
تكديس المساجين: وتقول بعض الجماعات الحقوقية وسجناء حاليون وسابقون إن نزلاء السجون يتكدسون في كثير من الأحيان في زنازين مكتظة غير نظيفة، لا تتوفر لهم فيها المياه مباشرة من الشبكات ولا وسائل التهوية أو الرعاية الصحية الكافية، وكلها ظروف مواتية لانتقال العدوى بسرعة.
كان لسوء أوضاع المساجين وعدم توفير الحماية لهم من الفيروس، سبب في إضراب شهده مجمع سجون طرة في أواخر فبراير/شباط الماضي.
في وقت سابق، كانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسجون سابق تواصلت معه، قوله إنه يخشى انتشار الفيروس؛ لأن التباعد الجسماني مستحيل في السجن المحتجز به في القاهرة، حيث يعيش 15 نزيلاً في زنزانته، ولكل منهم مساحة نصف متر مربع. فيما توصي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتخصيص مساحة 3.4 متر مربع لكل سجين على الأقل في مختلف أنحاء العالم.