تداول مستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يصور موكباً عسكرياً هائلاً لواحدة من أقوى عصابات المخدرات المكسيكية، في الوقت الذي زار فيه الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور المنطقة التي تشكل معاقل العصابة، وذلك في تحدٍ واضح للرئيس.
حشود عسكرية: وفي مقطع مدته دقيقتان، ظهر أعضاء عصابة كارتل "الجيل الجديد في خاليسكو (CJNG)" الرهيبة، مرتدين ملابس عسكرية، وبجانب موكب من المركبات المدرعة يبدو كما لو أنه لا ينتهي، وفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Sabah، السبت 18 يوليو/تموز 2020.
كان يصيح أعضاء العصابة في الفيديو بشعار "شعب منشو فقط"، مع التلويح بقبضات أيديهم وأسلحتهم، إذ يمثل الشعار تحية لزعيمهم نيميسيو"إل منشو" أوسيجويرا، الذي يعد أحد أكثر زعماء عصابات المخدرات المطلوبين في المكسيك.
نُشر الفيديو تزامناً مع زيارة الرئيس لوبيز أوبرادور ولاية غواناخواتو، وولاية خاليسكو، وولاية كوليما، التي تشكل بعضاً من معاقل كارتل المخدرات.
مايك فيجيل، رئيس العمليات الدولية السابق في إدارة مكافحة المخدرات التابعة للولايات المتحدة، قال إن أفراد العصابة "يرسلون رسالة واضحة.. مفادها أنهم من يحكمون المكسيك في الأساس، وليس لوبيز أوبرادور".
من جانبه، لم يرد متحدث باسم الرئيس المكسيكي على طلب أُرسل إليه للتعليق على الفيديو، وأوضح فيجيل أن توقيت تصوير الفيديو لم يكن واضحاً، لكنه يبدو أصلياً.
عصابة خطيرة: تُعد كارتل CJNG أقوى عصابات المكسيك، بجانب عصابة كارتل سينالوا، التي كان يتزعمها في السابق خواكين "إل تشابو" غوزمان المسجون في الولايات المتحدة.
بحسب صحيفة Daily Sabah يُنسب لعصابة CJNG في كثير من الأحيان عمليات التسلل إلى أقسام الشرطة حول البلاد، التي تتلقى أجوراً منخفضة وتدريبات ضعيفة، لحماية أعمالها الإجرامية المنتشرة.
وفي أواخر يونيو/حزيران 2020، أشارت أصابع الاتهام إلى الكارتل في الهجوم على قائد شرطة مكسيكو سيتي، عمر جارسيا حرفوش، الذي وقع في وضح النهار داخل حي راقٍ بالعاصمة.
سياسة مغايرة للرئيس: وعلى عكس سابقيه، اتخذ الرئيس الحالي لوبيز أوبرادور نهجاً أقل صداماً مع كارتلات المخدرات، وفضّل الهجوم على ما وصفه بالأسباب الجذرية، مثل الفقر والبطالة بين الشباب، وذلك عن طريق الإنفاق الاجتماعي.
لكن الاستراتيجية، التي روج لها لوبيز أوبرادور بشعار "بالأحضان وليس بالرصاص"، جرَّأت العصابات الإجرامية، وذلك حسبما يقول كثير من المحللين الأمنيين.
في هذا السياق، قال فيجيل إن نهج الرئيس "لم يؤد إلا إلى أن تدير هذه الكارتلات عملياتها بمزيد من الحصانة والإفلات من العقاب"، وفق تعبيره.
تُعتبر المكسيك أحد أكبر موردي الهيروين إلى السوق الأميركية، وأكبر مصدر أجنبي للماريغوانا، حيث تهيمن عصابات المخدرات المكسيكية حالياً على سوق الجملة المحظورة باستئثارها بنحو 90% من حجم المخدرات التي تتسرب إلى داخل الولايات المتحدة.
كذلك تتراوح الإيرادات الكلية لمبيعات المخدرات المحظورة ما بين 13.6 مليار دولار و49.4 مليار.