وافق مسؤولو مدينة بيركلي، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، على مقترح هو الأول من نوعه، حيث سيتم استبدال رجال الشرطة بمدنيين غير مسلحين عند إشارات المرور، في محاولة لكبح الاستهداف العنصري لقائدي السيارات.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 16 يوليو/تموز 2020، فبعد ساعات مشحونة بالعواطف من تقديم إفادات علنية، وافق أعضاء مجلس مدينة كاليفورنيا الشمالية على تعديلات تدعو لتشكيل لجنة تتولى مهمة إصلاح جهاز الشرطة.
تأثير مقتل فلويد: تشمل التعديلات أيضاً تضمين أشخاص لهم خبرات في التعامل مع المشرّدين ومَن يعانون من أمراض عقلية، وكذلك الوصول إلى سبل لخفض ميزانية الشرطة إلى النصف. وصوَّت أعضاء المجلس أيضاً بالتأييد على تأسيس إدارة منفصلة في المدينة، توكل إليها مهمة إنفاذ القوانين الخاصة بالمرور وصفّ السيارات.
تعتبر الخطة خطوة مهمة في المدينة الأمريكية، وتأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات في أنحاء الدولة لوقف تمويل الشرطة، وتفكيك بعض إدارات الشرطة في أعقاب مقتل جورج فلويد.
فقد أظهرت العديد من الدراسات أنَّ السائقين السود معرضون أكثر للتوقيف من جانب الشرطة، بسبب مخالفات المرور البسيطة، مقارنة بالسائقين البيض، وفي بعض الأحيان تكون النتائج مُميتة.
فعلى سبيل المثال، في عام 2016 بولاية مينيسوتا، قُتِل فيلاندو كاستيل -البالغ من العمر 32 عاماً- رمياً بالرصاص، بعدما أوقفته الشرطة، لأنَّ المصابيح الخلفية لسيارته كانت مكسورة.
كما تُوفِّيَت كذلك ساندرا بلاند (28 سنة) في السجن بعد ثلاثة أيام من توقيفها، بسبب عدم إعطاء إشارة عند تغيير الحارة المرورية في تكساس في عام 2015.
"جرائم" الشرطة مع المدنيين: في اجتماع مجلس المدينة، بعد أن شارك السكان رواياتهم الشخصية عن عنف الشرطة، قال عمدة بيركلي، جيسي أريغوين، إنه لا يتوقع ميلاد إدارة مرور جديدة بين عشية وضحاها؛ لأنَّ المحادثات ستكون صعبة ومفصلة، وستشمل لوجستيات معقّدة. واستطرد قائلاً إنَّ المجتمعات الملونة في مدينته تشعر بأنها مستهدفة من قِبل الشرطة، وهذا بحاجة إلى التغيير.
كما أضاف: "هناك مواقف ربما تستدعي تدخل الشرطة، لذا نحن بحاجة لأخذ كل ذلك في الاعتبار. وإذا كنا سنسحب سلطة إنفاذ قوانين المرور من الشرطة فكيف ستُنظَّم العلاقة بين الشرطة ومن ستوكل إليهم المهمة الجديدة؟ وكيف سينسق رجال الشرطة العمل مع رجال المرور غير المسلحين؟".
في خليج سان فرانسيسكو، قال بعض النشطاء التقدميين إنَّ تلك الخطوة الجديدة هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن لم ترقَ إلى مقدار التغيير المطلوب. ودعا غالبية المعلقين، خلال الاجتماع الذي استمر نحو 9 ساعات وانتهى في منتصف الليل، إلى اقتراح أكثر راديكالية بقطع التمويل فوراً عن شرطة بيركلي.
الشرطة تعارض المقترح: في هذا السياق، أشارت فينا دوبال، أستاذة القانون في جامعة كاليفورنيا والمفوضة السابقة لمراجعة أداء شرطة بيركلي، إلى أنَّ تطبيق قانون المرور هو أحد أكثر الطرق الشائعة التي تتفاعل بها الشرطة مع أفراد المجتمع؛ ما يؤدي إلى عواقب ضارة في بعض الأحيان.
كما أوضحت: "يُستوقَف الرجال السود وأصحاب البشرة الملونة بمعدل غير متناسب مقارنة بغيرهم بسبب المخالفات المرورية البسيطة، وعندها نرى هذا التصعيد… وهنا ترى العنف يندلع".
من جانبها، ذكرت إدارة شرطة بيركلي أنها لم تعلّق على تشريع مجلس المدينة. بيد أنَّ اتحادات الشرطة في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وسان هوزيه أصدرت بياناً تعارض فيه هذا المقترح.