أظهر فيديو نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأربعاء 15 يوليو/تموز 2020، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتجادل عن قرب مع عشرات المحتجين الذين طالبوه بالرحيل عن الحكم، وذلك خلال تمشيه مع زوجته في حديقة التويلري العامة بباريس بمناسبة يوم الباستيل.
في مقطع الفيديو الذي تم تداوله بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن الرئيس الفرنسي مرتدياً قناعاً طيباً واقياً من فيروس كورونا، وكذلك معظم المحتجين الذين صرخوا بهتافات مطالبة باستقالته ورحيله.
وتحت أنظار حراس الأمن، انخرط ماكرون في مواجهة عن قرب مع الرجال المحتجين من أصحاب "السترات الصفراء"، الذين أخذوا يلوحون بأصابعهم في وجهه وهم يشكون عدم المساواة الاقتصادية وتعامل الشرطة العنيف مع المتظاهرين، في مناقشة ساخنة بين الطرفين استمرت نحو ست دقائق، حسب الصحيفة، بدون أقنعة واقية.
الرئيس الفرنسي اختتم النقاش الذي طال قائلاً لأحد المتظاهرين: "هذه عطلة عامة [يوم الباستيل]، وأنا أتمشّى مع زوجتي، وأنت تزعجني".
انتقادات المعارضة: الزعيم اليساري، جان لوك ميلونشون، قال إنه كان ينبغي لماكرون أن يكون أكثر "حذراً"، لأن "رئيساً يسير في حديقة التويلري العامة حيث يوجد كثير من الناس، يجب أن يتوقع أن يقابل منتقدين في طريقه".
من جانبه، قال كريستيان جاكوب، رئيس حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني المعارض، للتلفزيون الفرنسي: "الأمر يمثل مشكلة أمنية حقيقية، كيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يتحمل مخاطر كهذه؟".
مع ذلك، فإن المتحدث باسم الرئاسة، غابرييل أتال، قال الأربعاء إن الواقعة تؤكد "انفتاح ماكرون المطلق على الحوار"، مشيراً إلى أن معارضيه كثيراً ما ينتقدونه بوصفه بعيداً جداً عن الناس، وأضاف: "يمكن لرئيس الجمهورية مغادرة الإليزيه [المقر الرئاسي]، وذلك لحسن الحظ".
"السترات الصفراء": وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن نحو 2500 متظاهر و1800 من عناصر أجهزة تطبيق القانون، أصيبوا بجروح في الاحتجاجات الأسبوعية لحركة "السترات الصفراء" التي انطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
التظاهرات تلاشت إلى حد كبير بحلول صيف 2019، رغم استمرار بعض الاحتجاجات التي جذبت أعداداً أقل بكثير من الناس، بشكل متقطع في كل أسبوع تقريباً، إلا أنها انتهت تقريباً مع فرض الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا.
يذكر أن التظاهرات خرجت احتجاجاً على انخفاض القدرة الشرائية ومشاكل البلاد الاقتصادية وعنف الشرطة.