قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن بلاده "لن تسمح بتحوُّل ليبيا إلى بؤرة إرهاب حتى لو تطلب ذلك تدخلاً مباشراً من مصر"، وأضاف أن مصر قادرة على تغيير المشهد العسكري في ليبيا بشكلٍ سريعٍ وحاسم، وأكد أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي" أمام التحشيد العسكري للهجوم على مدينة سرت.
لكن أطرافاً ليبية انتقدت اجتماع السيسي مع ممثلي القبائل الليبية، واعتبرت الدعوة التي وجهتها القاهرة إلى المشايخ تمثل "مزيداً من إذكاء الفتن والزج بالليبيين لقتل بعضهم بعضاً".
تدريب أبناء القبائل الليبية: خلال لقاء عقده السيسي، الخميس 16 يوليو/تموز 2020، مع مشايخ وأعيان قبائل ليبية، بالعاصمة المصرية القاهرة، قال إن "ليبيا لن تتحول إلى ملاذ آمن للخارجين عن القانون"، داعياً أبناء القبائل الليبية إلى الانخراط فيما وصفه بـ"جيش وطني موحد، وحصر السلاح في يد دولة المؤسسات دون غيرها".
كما جدَّد السيسي تأكيد استعداد بلاده لـ"استضافة وتدريب أبناء القبائل الليبية؛ لبناء جيش وطنى ليبي"، معتبراً أن حالة الانقسام السياسي في ليبيا لن تؤدي إلى حل الأزمة.
بينما قال السيسي، إن بلاده "ترفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الليبي، ولن ترضى إلا باستقرار ليبيا سياسياً واجتماعياً وعسكرياً". وبرر تصريحاته السابقة بشأن اعتبار مدينتي سرت والجفرة (وسط ليبيا) "خطاً أحمر"، بقوله: "الخطوط الحمراء في سرت والجفرة هي دعوة للسلام".
رفض تقسيم ليبيا: من جهة أخرى، قال السيسي إن "شيوخ القبائل في ليبيا حريصون على استقرار ليبيا.. اللي هيحدد مصير ليبيا مش الناس اللي برا ولكن انتو، تضعوا إيديكم فى يد بعض وتخلصوا النوايا والجهود لصالح الناس إنها تعيش بأمان وسلام، ومفيش حد هيقدر أبداً يقرر مصيركم".
كما أضاف الرئيس المصري: "بنتعامل مع ليبيا كليبيا، مفيش حاجة اسمها المنطقة الشرقية والغربية والجنوب، إحنا مش هنقسّم ليبيا، وأهم حاجة وقف الاقتتال والتباحث مع بعضنا البعض"، مشدداً: "لن نقبل باقتراب الميليشيات من حدود مصر".
من جانبهم، أعرب مشايخ وأعيان القبائل الليبية عن تفويضهم الكامل للرئيس المصري والقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية السيادة الليبية واتخاذ الإجراءات كافة لتأمين مصالح الأمن القومي لليبيا ومصر ومواجهة التحديات المشتركة؛ وذلك ترسيخاً لدعوة مجلس النواب الليبي مصر إلى التدخل لحماية الشعب الليبي، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي بلاده، وفق ما نقله المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
محاولة مصرية "للتأليب على الشرعية": تنتقد أطراف ليبية استخدام السيسي ورقة القبائل في الصراع الليبي، لدعم حليفه الاستراتيجي الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، مقابل التأليب على الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في البلاد.
في بيان سابق، اعتبر المجلس الأعلى للدولة الليبي، أن دعوة الرئيس المصري إلى تجنيد وتسليح أبناء القبائل الليبية تمثل "مزيداً من إذكاء الفتن والزج بالليبيين لقتل بعضهم بعضاً".
شنت ميليشيا حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدواناً على طرابلس في 4 أبريل/نيسان 2019، وهو ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار واسع، قبل أن يتكبد خسائر واسعة، وتبدأ دعوات واسعة، حالياً، إلى الحوار والحل السياسي للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.