قال مسؤول سوداني، الأربعاء 15 يوليو/تموز 2020، إن مستوى مياه النيل الأزرق، الذي يشيّد عليه "سد النهضة" الإثيوبي، شهد انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالعام الماضي، وذلك في وقت لا تزال المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والخرطوم متعثرة بشأن السد وتعبئته.
المسؤول تحدث لوكالة الأناضول -الذي لم تذكر اسمه- وقال إن "مستويات مياه النيل الأزرق تختلف سنوياً، وهذا العام انخفض المستوى عن العام السابق"، دون تحديد كمية الانخفاض بدقة.
كذلك لم يوضح المسؤول ما إذا كان هذا الانخفاض في مستوى مياه النيل الأزرق، نتيجة لعوامل طبيعية، أم بسبب أعمال سد النهضة، لكنه دعا إلى ضرورة تبادل البيانات والمعلومات من قِبل المسؤولين الإثيوبيين بشأن ملء السد وتشغيله.
كما طالب بضرورة وجود اتفاقية واضحة لتشغيل سد النهضة، "لكي تعمل سدودنا وفقاً لذلك"، على حد تعبيره.
هل بدأ ملء السد؟ تأتي تصريحات المسؤول السوداني، غداة نشر وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية صوراً التقطتها أقمار صناعية تظهر ما يبدو أنه بدء امتلاء خزان "سد النهضة" بالمياه، على الرغم من فشل المفاوضات والتي استمرت 11 يوماً دون التوصل إلى اتفاق بشأن عملية الملء.
غير أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أشارت، الثلاثاء 14 يوليو/تموز، إلى أنه من المحتمل أن يكون ملء خزان سد النهضة "بسبب الأمطار الموسمية بدلاً من الإجراءات الحكومية".
من جانبه، رجح ويليام دافيسون، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، أن يكون الامتلاء الذي رصدته الصور "تراكماً طبيعياً للمياه خلف السد" خلال موسم الأمطار.
وبينما لم يصدر تعليق من قِبل المسؤولين الإثيوبيين بشأن ما نشرته "أسوشيتد برس"، حتى الساعة 11:00 ت.غ، سبق لأديس أبابا القول، إنها ستمضي في خطة ملء خزان "سد النهضة" في يوليو/تموز الجاري، حتى إن لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة.
طريق مسدود للمفاوضات: الثلاثاء 14 يوليو/تموز 2020، أعلنت إثيوبيا عدم التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن السد "رغم تحقيق تقدم" في المفاوضات.
في حين قالت وزارة الري السودانية، إنها أرسلت مسودة "اتفاق متوازن وعادل" حول السد للاتحاد الإفريقي، غداة اختتام مفاوضات ثلاثية استمرت 10 أيام بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، عبر دوائر تلفزيونية برعاية الاتحاد الإفريقي.
كانت الدول الثلاث قد استأنفت في 3 يوليو/تموز 2020، اجتماعات بين وزراء المياه والري، لبحث التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الإثيوبي، عقب تعثر سابق للمفاوضات دام أشهراً طويلة.
وتخشى مصر المساس بحصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتطالب باتفاق حول ملفات، بينها أمان السد، وتحديد قواعد ملئه في أوقات الجفاف.
فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد توليد الكهرباء وتنمية بلادها.