أعلن مجلس النواب الليبي، المؤيّد للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، مساء الإثنين 13 يوليو/تموز 2020، أنّه أجاز لمصر التدخّل عسكرياً في ليبيا، وقال إن الهدف من ذلك "حماية الأمن القومي" للبلدين، وفق تعبيره.
ضوء أخضر للتدخل: البرلمان ومقرّه طبرق شرق ليبيا، قال في بيان إنّ "للقوات المسلّحة المصرية التدخّل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت أنّ هناك خطراً داهماً وشيكاً يطال أمن بلدينا"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك دعا البيان إلى "توحيد الجهود بما يضمن دحر المُحتلّ الغازي ويحفظ أمننا القومي المشترك ويُحقّق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة"، وطالب بـ"ضرورة تضافر الجهود لمواجهة تركيا"، التي تُساند حكومة الوفاق، وفق تعبير البيان.
أضاف البيان أن مصر تُعد بالنسبة لليبيا عمقاً استراتيجياً على كافة الصعد، الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية على مر التاريخ.
تأتي مصادقة برلمان طبرق بعدما كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد حذّر في نهاية يونيو/حزيران 2020، من أنّ تقدّم قوات حكومة الوفاق – التي تتلقى دعماً من تركيا وتسيطر على طرابلس – نحو الشرق الليبي، سيدفع بلاده إلى التدخّل العسكري المباشر في ليبيا.
فشل حفتر بمعركة طرابلس: جاء تهديد السيسي حينها عقب هزائم متتالية وسريعة مني بها حليفه في شرق ليبيا حفتر، الذي حاولت قواته التمدّد غرباً والاستيلاء على العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها حكومة الوفاق المعترف بها من قبل الأمم المتّحدة، لكنها فشلت في ذلك.
كان هجوم حفتر، الذي استمر 14 شهراً، قد انهار بعد أن ألقت تركيا خلال الأشهر الأخيرة بثقلها العسكري لدعم حكومة الوفاق الوطني، وبمساعدة أنقرة حققت الحكومة انتصارات عسكرية وأجبرت قوات حفتر على الانسحاب إلى سرت، المدخل الرئيسي لآبار النفط في شرق ليبيا.
رفض لتدخل مصر: كانت حكومة الوفاق قد أعلنت رفضها الكامل لأي تدخل مصري في البلاد، واعتبرت تصريحاته السابقة بمثابة "إعلان حرب".
إضافة إلى ذلك، اعتبرت حكومة الوفاق أن الشماعة التي تستخدمها مصر للتلويح بتدخل عسكري مباشر في ليبيا والمتعلقة بحماية الأمن القومي، غير مقنعة، وقالت إن "حل شماعة الأمن القومي يكمن في إغلاق الحدود".
وكان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا التابع لحكومة الوفاق قد حذر أيضاً من انجرار الجيش المصري للمعركة، وقال في 23 يونيو/حزيران 2020: "نربأ بالجيش المصري أن ينجر للدخول في مغامرة يكون مصيرها مثل سابقاتها باليمن".
أما عن دعوة السيسي لتجنيد وتسليح أبناء القبائل فاعتبر المجلس أن تلك الدعوة تهدف إلى مزيد من إذكاء الفتن والزجّ بالليبيين لقتل بعضهم البعض.
استهجن المجلس أيضاً دعم رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح للتدخل العسكري المصري في ليبيا، وقال إن "صالح يحاول إضفاء شرعية لا يملكها على التدخل المصري في الشأن الداخلي الليبي"، مضيفاً أن ذلك التدخل موجود منذ 6 سنوات "بشكل تخريبي فاقم الأوضاع بشكل خطير".
وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفط في أفريقيا نزاعاً بين سلطتين: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس، وحفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها والمدعوم من البرلمان الموجود في طبرق.