أثار مقطع فيديو صورَّه نجم قناة أطفال إسرائيلي، يسيء لأطفال من البدو في جنوب فلسطين المحتلة، ردودَ فعلٍ واسعة، بعد انتشاره بشكل واسع، السبت 11 يوليو/تموز 2020، على مواقع التواصل الاجتماعي.
المقطع المنشور هو فيديو لأب يهودي، تبين فيما بعد أنه نجم برامج الأطفال روعي عوز، كان يجلس في سيارة إلى جانب زوجته، فيما يجلس أطفاله الثلاثة في المقعد الخلفي.
يظهر الأب ممسكاً بكعكة خلال رحلة في النقب، فلسطين المحتلة، وهو يسأل أطفاله "مَن يريد إطعام بدوي؟" مشيراً إلى طفلين عربيين يقفان إلى جانب السيارة.
اعتذار متأخر: "عوز" عاد ليعتذر عبر حسابه بإنستغرام على تصوير الفيديو، الذي قال إن تاريخه يعود لـ5 سنوات، خلال رحلة عائلية رفقة أطفاله وزوجته.
من جانبه، قال رئيس بلدية مدينة رهط العربية (شمالي النقب) فايز أبو أصهيبان، إن اعتذار "عوز" غير مقبول، مضيفاً "لقد تعامل مع أطفال بلا حول ولا قوة كما لو كانوا قروداً".
أضاف أبو أصبيهان أن المذيع الإسرائيلي "اعتذر عندما انكشف أمره، هو من صوّر ونشر الفيديو، إنه شخص عنصري غير جدير بتعليم الأطفال أو حتى الوقوف على المسرح أمامهم".
عنصرية أجيال: من جانبها، قالت النائب العربية بالكنيست (البرلمان) هبة يزبك، في تغريدة على تويتر "العنصرية تقتل"، معتبرة أن الفيديو هو نتاج "السياسات العنصرية والقمعية السائدة في إسرائيل، من المؤسف أنه تم تربية أجيال كاملة على الكراهية والتعالي، والآن يعلمون أولادهم التصرف بشكل غير إنساني".
فيما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، عن أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، قوله "المواطنون العرب في النقب موجودون هنا قبل هذه العنصرية، وسيظلون هنا طويلاً بعدها".
وأعلن النائب العربي يوسف جبارين، رئيس لجنة حقوق الطفل في الكنيست عن انعقاد جلسة طارئة للجنة، الإثنين، لبحث هذا "الحادث العنصري".
وقال جبارين وفق المصدر ذاته "هذا الفيديو يكشف الطريقة التي يفكر بها الكثيرون تجاه المواطنين العرب (…) شئ مقرف".
وقالت النائبة العربية عايدة توما سليمان، إن الفيديو "يظهر كيف يربون جيلاً كاملاً من العنصريين الذين يرون الآخر أدنى منهم، هكذا تعامل المستعمرون البيض في إفريقيا".
وأضافت "تنضم العنصرية الفجة واللاإنسانية التي نشاهدها في الفيديو إلى القمع والفقر المشين للجمهور العربي البدوي في النقب".
في النقب، عشرات القرى الفلسطينية البدوية التي لا تعترف بها الحكومات الإسرائيلية، وهي لذلك غير مرتبطة بشبكات المياه والكهرباء والمواصلات، ولا تقدم الحكومة الإسرائيلية لسكانها أي خدمات.
كما يواجه الكثير من السكان البدو قرارات هدم إسرائيلية لمنازلهم، بداعي البناء غير المرخص.