دعا مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى اتحاد عالمي في مواجهة جائحة كورونا التي تعصف بالعالم، وذلك بعدما شرعت إدارة ترامب رسمياً في عملية سحب انضمامها للمنظمة.
تساءل تيدروس في إحاطة إعلامية الخميس 9 يوليو/تموز 2020: "كم من الصعب على البشر الاتحاد لمحاربة عدو مشترك يقتل الناس دون تمييز؟ ألا يمكن أن نفهم أنَّ الانقسامات أو الانشقاقات بيننا تصب في صالح الفيروس؟"، حسبما نقلت صحيفة The Washington Post الأمريكية.
الصحيفة نشرت فيديو الإحاطة الإعلامية لتيدروس وقد بدا فيها متأثراً جداً، وعيناه تملأهما الدموع، حيث قال: "إنَّ العدو الحقيقي ليس الفيروس نفسه، بل نقص القيادة والتضامن على المستويين المحلي والعالمي".
تابع قائلاً: "هذه الجائحة التي لن يأتي مثلها إلا كل قرن شددت على درس مهم؛ وهو أنه حين يتعلق الأمر بالصحة، فمصائرنا متشابكة".
قرار واشنطن: الأربعاء، 8 يوليو/تموز، شرعت إدارة ترامب في عملية سحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، ومن المقرر أن يدخل القرار حيز النفاذ خلال عام.
وأثار قرار ترامب بالخروج من المنظمة في خضم جائحة قلق الخبراء، ووضع الولايات المتحدة وحلفاءها على طرفي النقيض. لكن الولايات المتحدة، أكبر المانحين للمنظمة، لم تكن الوحيدة التي انتقدت تعامل المنظمة مع فيروس كورونا المستجد.
تناقضات المنظمة: فقد اتُهمت المنظمة، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة مسؤولة عن الصحة العامة الدولية، بالتقليل من أهمية تفشي المرض في الأيام الأولى، حيث يقول الناقدون إنَّ ترددها في التوصية بتدابير بسيطة مثل أقنعة الوجه فاقم من الاستجابة العالمية المرتبكة للفيروس.
ووقَّع أكثر من 200 عالم من أكثر من 30 دولة على ورقة لم تُنشَر بعد تحث منظمة الصحة العالمية على أن تأخذ بجدية أكبر احتمال انتقال الفيروس عبر الهواء؛ مما يعني أنه يمكن أن ينتشر إلى داخل الأماكن المغلقة من خلال الهباء الجوي الذي يبقى في الهواء ويكفي أن يحمل كميات من الفيروس أقل مما اعتُقِد سابقاً لكي ينقل العدوى.
من جانبهم، وافق مسؤولو منظمة الصحة العالمية على الورقة الموقعة، الثلاثاء 7 يوليو/تموز، وقالت بنديتا ألغيرانزي، اختصاصية الأمراض المعدية والمنسقة: "يجب أن نكون منفتحين على هذا الدليل ونفهم آثاره فيما يتعلق بأنماط الانتقال وكذلك الاحتياطات التي يجب اتخاذها".
انتقادات لرئيس المنظمة: ولم يسلم تيدروس، وهو مسؤول حكومي إثيوبي سابق وأول إفريقي يتولى منصباً في منظمة الصحة العالمية، من الانتقادات التي طالته شخصياً.
ركز المنتقدون على ما يقولون إنه التعامل "اللين" مع الصين، البؤرة الأولى للجائحة، خاصة فيما يتعلق بشفافية المعلومات التي أفرجت عنها بكين في بداية تفشي المرض، إلى جانب استبعاد تايوان -التي تعتبرها بكين مقاطعة متمردة- من فعاليات منظمة الصحة العالمية.
وفي إحاطات إعلامية منتظمة في جنيف، أكد تيدروس ومسؤولو المنظمة الآخرون أنَّ منظمة الصحة العالمية لا تملك سوى صلاحيات قليلة، وتُعوِّل على الدعم بين الدول الأعضاء.