أكد مصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل مفاوضات تبادل الأسرى، الأربعاء 8 يوليو/تموز 2020، أن تل أبيب قدمت عرضاً جديداً لتبادل الأسرى مع حركة "حماس" في قطاع غزة، بحسب ما نقلته قناة "12" الإسرائيلية.
المصدر نفسه، الذي لم تكشف القناة عن هويته، كشف عن خطوات جديدة من أجل إعادة 4 إسرائيليين محتجزين لدى الحركة الفلسطينية.
إسرائيل مستعدة: قال المصدر: "إسرائيل قدمت عرضاً جديداً للحركة عبر وسطاء، لكن حتى الآن لم تتلقَّ رداً من حماس"، فيما لم يشر إلى تفاصيل العرض الإسرائيلي الجديد.
غير أن القناة (12) قالت إن تقارير أفادت بأن إسرائيل أبدت استعدادها للتباحث مع "حماس" بشأن مبادرةٍ عرضها رئيس الحركة بقطاع غزة، يحيي السنوار.
في 2 أبريل/نيسان 2020 أعلن السنوار أنهم جاهزون لتقديم "تنازل جزئي" في قضية الأسرى الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن الأسرى من كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل أزمة كورونا.
تحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، اثنان منهم جنديان، أُسرا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، في حين دخل الاثنان الآخران غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
كما تطالب "حماس" بالإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإسرائيليين الأربعة.
عودة للواجهة: منذ أبريل/نيسان 2020، عاد ملف الإسرائيليين الأسرى لدى حماس يطفو على ساحة الأحداث السياسية في إسرائيل، عقب موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على بدء مفاوضات فورية عبر الوسطاء، للتباحث بشأن مبادرة زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار، الذي أبدى استعداده لتقديم مقابل جزئي لإسرائيل لتفرج عن أسرى فلسطينيين.
هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل استعدادها للحوار بشأن أسراها في غزة، بعد أن بقي الحديث بهذا الملف سرياً لسنوات، وتجنبت الخوض بتفاصيله، رغم الرسائل المبطنة التي أطلقتها "حماس" بين حين وآخر، لتشكيل رأي عام ضاغط من أهالي الجنود على إسرائيل لتحريك الملف، وبدء المفاوضات.
المتغير الأبرز في تحريك ملف الصفقة بين حماس وإسرائيل هو تفشي وباء كورونا وخوف حركة حماس من وصول الفيروس القاتل إلى أسراها في السجون.
بنود الصفقة: أبدت "حماس" تكتماً يتعلق بالحديث في أي تفاصيل عن المفاوضات التي لم تبدأ بعد.
لكن مصدراً مسؤولاً في الحركة، رفض الكشف عن اسمه، أبلغ "عربي بوست" أن الظرف الإنساني في غزة دفع قيادة الحركة إلى إطلاق هذه المبادرة، خاصة مع ظهور وباء كورونا.
وأوضح أن هذا الأمر يعني أن الصفقة قد تتعلق بإطلاق سراح الأسرى من كبار السن والمرضى والأطفال والنساء، ممن تخشى الحركة انتقال الوباء إليهم بعد الإعلان عن إصابة عدد من السجانين الإسرائيليين.
إضافة إلى هذا تتضمن الصفقة تحسين الظروف المعيشية السيئة بالقطاع، وإدخال معدات طبية تحتاجها مشافي غزة، للإسراع في فحوصات المشتبه بإصابتهم بالمرض؛ خشية تفشيه في القطاع.
وأضاف أن الإفراج عن الأسرى الكبار من ذوي المحكوميات العالية يمكن الحديث عنه في مرحلة لاحقة من المفاوضات، في حال سارت الأمور بشكل طبيعي وسلس، "سنكون أمام مفاوضات شاقة حول طبيعة الأسرى الذين نطالب بالإفراج عنهم، ومن الطبيعي ألا تجد مطالبنا موافقة إسرائيلية فورية"، على حد تعبيره.