تحدّوا الفيضانات بالجرارات.. طلاب الثانوية في الصين يصلون قاعات امتحان قبول الجامعة رغم العوائق

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/07/09 الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/09 الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش
هطول أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات مخيفة في الصين - رويترز

اضطر طلاب في مقاطعات صينية إلى التشبث بالجرارات ذات المجارف الأمامية، وذلك لاجتياز الفيضانات في المناطق المغمورة بالمياه، والوصول إلى قاعات امتحان القبول الجامعي، بحسب ما نقلته صحيفة The Washington Post الأمريكية.

كان اختبار "جاكاو" قد تأجّل بالفعل لمدة شهر، بسبب تفشي فيروس كورونا في ولاية ووهان الصينية، والأربعاء 8 يوليو/تموز 2020، تحدّى طلاب المدارس الثانوية في بعض مدن الولاية أسوأ فيضان يمر على الصين منذ عقود للتنافس على مكان لهم في الجامعات.

مواقع إعلامية صينية نشرت الأربعاء مقاطع مصوّرة للطلاب وهم يتشبثون بالمجارف الأمامية للجرافات، بينما نشرت الشرطة المحلية في مدينة "هوانج مي" في ولاية هوبي تعليقاً على أحد المقاطع قائلة: "لا تقلقوا أيها الطلاب، نحن قادمون". 

إجراءات استثنائية: ومع التوقعات بهطول أمطار غزيرة أمرت السلطات أصحاب المصالح التجارية بتأجيل بدء العمل، يومي الأربعاء والخميس، لضمان تمكن الطلاب من الوصول في الوقت المحدد للاختبار الذي يستغرق يومين.

مع ذلك، ففي صباح الأربعاء، وجد مئات من طلاب المدارس الثانوية أنفسَهم عالقين في مساكنهم، مع ارتفاع للمياه يبلغ 5 أقدام في الخارج، وفقاً لمنشور نشرته شرطة المدينة "هونج مي" على شبكة الإنترنت.

أظهرت الصور التي نشرتها الشرطة طلاباً يرتدون زيهم المدرسي المميز ويُنقلون بواسطة قوارب هوائية وجرافات إلى الطرق الرئيسية، قبل التدافع بعد ذلك للانتقال إلى موقع الاختبار بواسطة الحافلات.

وفي وضع استثنائي، حصل نحو 500 طالب على وقت إضافي للجزء الصباحي من الامتحان، قبل أن يتمكنوا من خوض الاختبار الذي يبدأ بعد الظهر بطريقة طبيعية، وفقاً لما نشره موقع صحيفة People's Daily على الإنترنت.

صورة للطلاب وهم يتشبثون بالجرارات في ذهابهم لقاعات الامتحان الذي سيحدد مصيرهم الجامعي، مواقع صينية

أمطار تاريخية: تشكّل الفيضانات في وسط البر الرئيسي الصيني وجنوبه ضربةً جديدة لجهود التعافي في البلاد بعد جائحة كورونا، إذ تسبَّبت الأمطار الغزيرة في خسائر تقدر بمليارات الدولارات للمدن والمنازل والشركات، ولم يؤكد المسؤولون عدد القتلى الذين سقطوا من جراء الأزمة الحالية على مستوى البلاد، وإن كانت وسائل إعلام محلية أفادت بمقتل شخصين في مقاطعة آنهوي.

ومع أن الأمطار هطلت حقاً بمعدلات تاريخية، فقد يكون الضرر قد تفاقم بسبب فشل إجراءات الحماية من الفيضانات، فقد نقلت صحيفة "الشعب اليومية" People's Daily، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الأوامر إلى المسؤولين بزيادة اليقظة.

من الناحية الاقتصادية، تفاقُم الفيضانات من التحديات التي تجابه الصين لتحقيق نمو هذا العام، خاصة بعد توقف إنتاج المصانع لعدة أشهر جراء وباء كورونا. 

من الناحية السياسية، تشكّل الفيضانات أزمة أخرى تواجه رئيس البلاد شي جين بينغ، المشغول بالفعل بمعالجة تداعيات الوباء، والعداء المتنامي بين الولايات المتحدة والصين، ورد الفعل العالمي بشأن تحركات بكين في هونغ كونغ.

أما بالنسبة للطلاب، فتأتي الفيضانات لتُضاعف إرهاقَ الأعصاب وحالة القلق التي تنتاب طلاب السنة الأخيرة من المدارس الثانوية في محافظة هوانغ مي بمقاطعة هوبي الصينية، وهم مقبلون على الاختبار الأهم في حياتهم، فاختبار "جاوكاو" هو المحدد الرئيسي لدخول الجامعة في الصين. 

كانت الفصول الدراسية قد تعطلت بالفعل هذا العام في جميع أنحاء مقاطعة هوبي، حيث أغلقت السلطات المقاطعة. وتقع "هوانغ مي" التي تجتاحها الفيضانات الآن في جنوب شرق مدينة ووهان، عاصمة المقاطعة التي اكتشف الفيروس فيها لأول مرة.

وطبقاً للنشرات الرسمية، فقد تسبّبت الأمطار الغزيرة أيضاً في إغراق حقول المزارعين، الواقعة في المناطق المحيطة بمحافظة هوانغ مي، وتسرب المياه من سد محلي.

يُذكر أن النصف الأول من عام 2020 شهد وفاة أو اختفاء 119 شخصاً في الصين بسبب الفيضانات، وفقاً لوزارة إدارة الطوارئ الصينية.

كما رفعت الوزارة مستوى التحذير من الفيضانات مساء الثلاثاء 7 يوليو/تموز، وأرسلت فرق الاستجابة للطوارئ إلى 11 مقاطعة.

علامات:
تحميل المزيد