يتنافس ثمانية مرشحين من دول مختلفة، اثنان منهم عرب من مصر والسعودية، على رئاسة منظمة التجارة العالمية، في سعي لإقناع أعضاء المنظمة الـ164 بقدرتهم على قيادة المنظمة، في ظل توتر اقتصادي عالمي متزايد، وتهديد صحي، وإجراءات حماية تجارية متصاعدة.
انتخابات قبل موعدها: وكالة رويترز قالت، الأربعاء 8 يوليو/تموز 2020، إن الـ24 ساعة الأخيرة شهدت دخول ثلاثة أسماء إلى مضمار التنافس على المنصب الذي سيغادره البرازيلي روبرتو أزيفيدو، في نهاية أغسطس/آب، قبل الموعد المتوقع بعام.
كما أوضحت أن الضغوط تتنامى لاختيار رئيس للمنظمة من إفريقيا، بعد أن جاء ثلاثة رؤساء سابقين من أصل ستة من أوروبا، وثلاثة من تايلاند والبرازيل ونيوزيلندا.
لكن القارة لم تتحد على مرشح واحد، وهو ما أفرز ثلاثة مرشحين من مصر وكينيا ونيجيريا، والباقون من بريطانيا والمكسيك ومولدوفا والسعودية وكوريا الجنوبية. ولم تتبوأ رئاسة المنظمة أي امرأة، لكن هناك امرأة واحدة بين المتنافسين.
من المتوقع أن يقدم الثمانية أنفسهم إلى المجلس العام للسفراء الأسبوع المقبل، قبل فترة دعاية لم تتحدد بعد، وستجري لجنة ثلاثية من السفراء مسحاً للآراء على أمل التوافق على اسم واحد.
تستغرق العملية عادة تسعة أشهر، لكن المنظمة تريد هذه المرة إتمامها في ثلاثة.
وزير سعودي سابق يترشح: قبل ساعات من إغلاق باب الترشيحات ترشّح للمنصب وزير التجارة الخارجية البريطاني السابق ليام فوكس، ووزير الاقتصاد السعودي السابق محمد التويجري، ووزيرة الرياضة الكينية أمينة محمد، التي سبق أن ترأست أكبر ثلاث هيئات في المنظمة.
أكد مسؤول في المنظمة أن باب الترشيحات أغلق، لتقتصر قائمة المتنافسين على ثمانية أشخاص. ومن المقرر أن يجتمع المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية من 15 إلى 17 تموز/يوليو، لإجراء مقابلات مع المرشحين والاستماع إلى المشاريع التي يعتزمون تنفيذها في الهيئة التي تواجه تحديات هائلة حتى قبل تفشي جائحة كوفيد-19 وتداعياتها الاقتصادية.
سيتعيّن على المدير الجديد إعادة إحياء المحادثات التجارية المجمّدة والتحضير لمؤتمر 2021 الوزاري، الذي يعد بين أهم المناسبات التي تنظّمها الهيئة، وتحسين العلاقات مع واشنطن.
صراع واشنطن وبكين: وتجد المنظمة نفسها وسط توتر متصاعد بين واشنطن وبكين. وجمّدت الولايات المتحدة، التي هددت بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية، محكمة الاستئناف التابعة لهيئة تسوية النزاعات في المنظمة منذ ديسمبر/كانون الأول. وتطالب واشنطن بإزالة الصين من قائمة الدول ذات الاقتصادات النامية.
أعلن أزيفيدو (62 عاماً) في منتصف مايو/أيار أنه سينهي ولايته الثانية ومدتها أربع سنوات قبل أوانها لأسباب شخصية، ما دفع المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً وتضم 164 بلداً للبحث عن خلف له في غضون ثلاثة أشهر، بدلاً من تسعة كما جرت العادة.
بدلاً من الانتخابات، تقوم عملية اختيار المدير العام المقبل للمنظمة على الإجماع، حيث يتم حذف المرشّحين بالتدريج. ويمكن اللجوء إلى التصويت كملاذ أخير، لكن لم يسبق أن حصل هذا السيناريو في تاريخ المنظمة.
مصري قد يكون أول إفريقي في الرئاسة: بالإضافة إلى فوكس والتويجري ومحمد، يتنافس على المنصب وزيرة التجارة الكورية الجنوبية يو ميونغ-هي، ونائب المدير العام السابق للمنظمة المكسيكي يسوس سياد كوري، ووزيرة الخارجية والمالية النيجيرية السابقة نغوزي أوكونجو-إيويالا، والدبلوماسي المصري السابق حميد ممدوح، ووزير خارجية مولدوفا السابق تيودور أوليانوفسكي.
منذ تأسست منظمة التجارة العالمية عام 1995، تولى إدارتها ثلاثة مديرين عامين من أوروبا، ومدير من كل من أوقيانيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
بينما لم تترأسها أي شخصية إفريقية، وهو ما تسعى إليه القارة هذه المرة، وإن كانت إدارة الهيئة التجارية العالمية لا تقوم على مبدأ المداورة بحسب المناطق.
لكن الدول الإفريقية فشلت حتى الآن في الاتفاق على مرشّح واحد. ودعم الاتحاد الإفريقي الذي كان يتوقع أن تجري المنافسة في 2021 منذ مدة ثلاث شخصيات بينها ممدوح، المسؤول السابق المخضرم في منظمة التجارة.
كان ممدوح (67 عاماً) الذي يحمل جواز سفر سويسرياً كذلك، الوحيد الذي أعلن ترشحه. وأثار قرار نيجيريا ترشيح نغوزي أوكونجو-إيويالا لمنافسته نزاعاً قانونياً مع الاتحاد الإفريقي.