قضت محكمة صينية، الثلاثاء 7 يوليو/تموز 2020، بسجن 4 أشخاص كانوا يديرون منشأة في جنوب شرقي البلاد لعلاج إدمان الإنترنت، بعقوبات تتراوح بين 3 سنوات و11 شهراً، بعد أن وجهت إليهم تهماً باحتجاز أطفال في عزل انفرادي لما يصل إلى 10 أيام، بدعوى إعادة تأهيلهم ومعالجتهم من الإدمان.
وفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 8 يوليو/تموز 2020، فإن هذه المنشأة تعتبر نموذجاً لمئات من مراكز علاج إدمان الإنترنت، على غرار معسكرات التدريب التي بدأت عملها في الصين على مدار السنوات العشر الماضية، وسط مخاوف متزايدة بشأن مقدار الوقت الذي يمضيه صغار السن أثناء اتصالهم بالإنترنت.
تكاثر ومخاوف: على الرغم من انتشار الرقابة وسيطرة الحكومة المُحكمة، فإن الصين لديها واحدة من كبرى قواعد مستخدمي الإنترنت في العالم، إذ لدى أكثر من 850 مليون شخص اتصال بالشبكة العنكبوتية، وضمن ذلك نحو 200 مليون مستخدم للإنترنت تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً.
شهدت معسكرات علاج إدمان الإنترنت ازدهاراً في شعبيتها خلال السنوات التي أعقبت قرار الصين عام 2008 الاعتراف رسمياً بإدمان الإنترنت بوصفه اضطراباً عقلياً، لكن مجموعة من العناوين السلبية بوسائل الإعلام ومزاعم بوجود انتهاكات جسمانية خطيرة أدت إلى مخاوف متزايدة في السنوات الأخيرة.
حوادث متكررة: ففي عام 2014، لقيت فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً حتفها في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان، بعدما ذُكر أنها تعرضت للضرب من مرشدين في مركز لعلاج إدمان الإنترنت، وفقاً لتقارير وسائل إعلام حكومية صينية. زعمت تقارير أخرى أن المعسكرات استخدمت علاجات تشبه العلاج بالصدمات الكهربائية.
يوم الثلاثاء 7 يوليو/تموز، أظهرت وثائق قضية تنظرها محكمة، أن أربعة رجال، مذنبون باحتجاز 12 مراهقاً بطريق غير قانونية في حبس انفرادي بأكاديمية "Yuzhang" في مقاطعة جيانغشي لنحو 10 أيام. وكان 11 من الضحايا دون سن الثامنة عشرة آنذاك.
حوكم على أحد الرجال الأربعة بالسجن نحو ثلاث سنوات، في حين تلقى الثاني حكماً بالسجن 31 شهراً، وحُكم على الثالث بالسجن 22 شهراً، وعوقب الأخير بالسجن 11 شهراً.
تصدرت المنشأة عناوين الأخبار عام 2017، بعدما أعلنت السلطات المحلية أنها ستحقق في مزاعم العقاب الجسماني الصارم المُستخدم مع الطلاب؛ في محاولة لـ"صقل السمات الأخلاقية لدى المراهقين"، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الحكومية.
مزاعم تعذيب: وبحسب صحيفة Global Times التي تديرها الدولة، فقد اتهم طلاب سابقون موظفي أكاديمية "Yuzhang" بوضع الطلاب الجدد داخل "حجرات مُظلمة صغيرة" تخلو من كل شيء عدا بطانية ودلو لاستخدامه كمرحاض.
وقال طالب سابق بالأكاديمية للصحيفة عام 2017: "كنت أُراقَب طوال الوقت".
اتخذت الحكومة الصينية مجموعة من الإجراءات في السنوات الأخيرة لمواجهة إدمان الإنترنت.
في نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت بكين فرض حظر على المواطنين دون سن الثامنة عشرة؛ لمنعهم من لعب ألعاب الفيديو الإلكترونية إلى وقت متأخر من الليل. وفي أيام الأسبوع، يمكنهم اللعب لما يصل إلى 90 دقيقة، وما يصل إلى ثلاث ساعات في عطلات نهاية الأسبوع.
القُصَّر في الصين يُحظر عليهم استخدام ألعاب الفيديو الإلكترونية بين الساعة العاشرة مساءً والثامنة صباحاً.
وفي مايو/أيار 2019، استحدثت الحكومة الصينية نظاماً لمكافحة إدمان الأطفال للإنترنت بإضافة "وضع الحدث" إلى 18 من أكثر مواقع الفيديو شعبيةً، مما حدَّ من أوقات استخدام المستخدمين ومحتواها.