تسببت زيارة إلى المستشفى لتفقد الجنود المصابين في المواجهات التي جرت على الحدود بين الصين والهند في ترك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مواجهة فشل كبير في العلاقات العامة بعد نشر صورة له من الزيارة، والتي كان المقصود منها رفع الروح المعنوية، للجنود المصابين المصطفين على أسرة المستشفى.
صحيفة The Times البريطانية قالت بأن الصورة أعطت انطباعاً بأن هؤلاء الجنود لم يكونوا مصابين بل تم استدعاؤهم للتصوير، إذ تظهر الصورة مودي وهو يقف في وسط غرفة مليئة بالأسرة المرتبة دون ثنية واحدة في الملاءات، ويجلس عليها الجنود متربعين، وظهورهم مشدودة.
فيما لا يوجد في الصور، أي طبيب أو ممرضات، أو محاليل وريدية، أو أكسجين، أو حتى جبيرة جبس.
أما بالنسبة للعنبر، الذي قيل إنه في المستشفى العسكري في مدينة ليه، عاصمة لاداخ حيث تدور المناوشات، فيبدو أشبه بغرفة اجتماعات في شركة ذات حوائط تكسوها الألواح الخشبية، والأرض مغطاة بالقشرة الخشبية اللامعة، ويوجد بالغرفة جهاز عرض.
صورة أثارت التساؤلات: وبعد انتشار الصورة دارت تكهنات في الصحافة الهندية وعلى الإنترنت حول ما إذا كانت الصورة مزيفة، أي أن الغرفة جُهزت لتتيح لمودي التقاط الصورة. إذ تساءل المعلقون عن سبب عدم وجود أي من الجنود المصابين مُستلقياً على ظهره، وشككوا في ما إذا كانت هذه الصورة قد التُقطت في أي من المستشفيات.
أحد مستخدمي تويتر قال عبر حسابه: "لا يبدو أن هناك أي جندي هندي أصيب بإصابات خارجية تستدعي أي ضمادات.. جميعهم قادرون على الجلوس باستقامة الظهر (أي لا توجد إصابات داخلية) بالإضافة إلى عنبر المستشفى الذي يبدو جديداً تماماً، والأسرة التي يبدو أنه لم ينم عليها شخص من قبل.. وغياب أي نوع من التجهيزات الطبية. ما الذي يحدث هنا؟".
في تغريدة أخرى قال أحد المستخدمين: "يجب أن يتدخل الجيش ويقول لمودي إنه لن يكون جزءاً من هذه الحيل الدعائية. لقد جاوزوا الحد، بتحويل غرفة اجتماعات إلى عنبر مرضى من أجل الحصول على صورة".
صراع الهند والصين: الهدف من زيارة مودي المفاجئة هو إظهار أن الهند ليست مرعوبة من أفعال الصين على الحدود محل الصراع، حيث دار صدام عنيف في وادي غالوان يوم 15 يونيو/حزيران 2020، تسبب في مقتل 20 جندياً هندياً، وإصابة العديد بجروح.
هذا أول سقوط لوفيات في الصراع على الحدود منذ الصراع الكبير الذي حدث في عام 1967 بين الدولتين الجارتين النوويتين.
منذ بداية شهر مايو/أيار 2020 اشتبك مئات الجنود في ثلاثة مواقع مختلفة، ويتهم كل جانب الجانب الآخر بالتعدي على أراضٍ لا يملكها.
اضطر الجيش بعد استشعار الحرج من الأصوات المحيطة لتوضيح ملابسات الصورة. قال مسؤولون في لقاءات خاصة إنه عند زيارة شخصيات مهمة أو أحد قيادات الجيش للجنود يُفضل الجلوس على النوم.
فيما وصف الجيش الادعاءات بأن هذا العنبر مزيف من أجل الدعاية بكونها ادعاءات "خبيثة ولا أساس لها". وقال إن المكان كان بالفعل غرفة اجتماعات، لكنها تحولت إلى عنبر مؤقتاً، تماشياً مع بروتوكولات كوفيد-19 التي تتطلب تحويل بعض العنابر لأماكن عزل.