أثار الاختفاء الغامض للفيديوهات التي توثق عملية قتل الشاب الفلسطيني إياد الحلاق، من ذوي الاحتياجات الخاصة، على يد شرطة الاحتلال الإسرائيلي، جدلاً واسعاً في الإعلام الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، وذلك بعد أن خرجت حقائق جديدة للعلن، بخصوص ما بات يُعرف إعلامياً بـ"فلويد فلسطين".
إياد الحلاق، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي كان يعاني من إعاقة جسدية، قُتل يوم السبت 30 مايو/أيار 2020، بدم بارد من طرف عناصر من الشرطة الإسرائيلية، على الرغم من أنه لم يشكل أي تهديد لهم، ورغم إعلان إسرائيل فتح تحقيق في الحادث، فإن تسريبات تشير إلى إخفاء أدلة دامغة تُظهر وحشية المتورطين.
تدمير الأدلة: وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة 3 يوليو/تموز 2020، فإن مخاوف قد تصاعدت في الفترة الأخيرة، بشأن وجود شكوك حول قيام جهات ما بتدمير جميع الأدلة التي تورط عناصر الأمن الإسرائيلي في قتل الشاب الفلسطيني الأعزل.
الصحيفة نفسها أكدت أن التسجيلات كانت تُظهر عملية مقتل إياد، عندما كان خارجاً من مدرسة خصوصية، كما أنها سجلت أيضاً صراخ مُدرسته مرددة: "إنه معاق".
المصدر نفسه أكد أن المحققين في وزارة العدل الإسرائيلية لم يتوصلوا بأشرطة الحادث، من أجل الحصول على أدلة دامغة، وهو ما يذكي الشكوك حول وجود نوايا بإتلافها، كما أن السلطات لم تنشر أياً من لقطات الكاميرا التي كانت في مسرح الحادث.
وزارة العدل الإسرائيلية كانت قد أكدت فتحها للتحقيق في الواقعة، ومتابعة عناصر قواتها بـ"سوء السلوك".
التحقيقات غير جدية: الصحيفة العبرية أكدت أنها وجدت سبع كاميرات مراقبة، على الأقل، في المكان نفسه الذي قُتل فيه "الحلاق"، يرتبط 5 من هذه الكاميرات بنظام "مابات 2000" التابع للشرطة الإسرائيلية، وتوجد إلى جانب شركة تدبير النفايات، حيث قُتل "الحلاق" إلى جانبها.
كما نقلت تصريح كل من المدير والموظف في الشركة، والذي أكدا فيه أنه تمت إزالة كاميرتين بعد الحادث مباشرة، "لا نعلم ما إذا كان رجال الشرطة أو محققو وزارة العدل قد أزالوها".
وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية، فإن صحيفة "هآرتس" استنتجت أن هناك احتمالين، كلاهما خطير للغاية، وهما: "إما أن رجال الشرطة سرقوا الكاميرات لتدمير الأدلة، وإما أن وزارة العدل تخفي معلومات عن الجمهور".
أين هي الأشرطة؟ تضيف الصحيفة أيضاً: "إذا كانت اللقطات في حوزة الوزارة، فيجب عليها الإفراج عنها فوراً بدلاً من الاختباء وراء (أعذار عرجاء) حول التحقيق، الذي يقترب على أي حال من نهايته، وأي سلوك آخر للوزارة سيُنظر إليه على أنه تغطية".
أما بخصوص فرضية اختفاء اللقطات، فاعتبرت الصحيفة أن ذلك الوضع "أسوأ بكثير، ويجب على الوزارة مقاضاة ضباط الشرطة لعرقلة سير العدالة".
كما بينت الصحيفة أن المشتبه به الرئيسي في الجريمة قد تم استجوابه لمرة واحدة فقط، ولم تتم عملية تمثيل الجريمة، وبقاء المشتبه بهم أحراراً يثير "شكوكاً خطيرة".
أثار قتل الحلاق "32 عاماً"، الذي يعاني من "التوحّد"، دون أن يُشكّل أي خطر على حياة أفراد الشرطة الإسرائيلية، ردود فعل محلية ودولية مستنكرة، لكن عائلته تخشى أن قاتليه سيفلتون من العقاب، تماماً كما حدث في حوادث أخرى مشابهة.
بعد اعتذار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا، عن مقتل "الحلاق"، أعلنت الشرطة فتح تحقيق مع العناصر الأمنية المتورطين بالحادث؛ ولكن ليست ثمة أي مؤشرات على محاسبة أي منهم.