اتهم المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، دولاً في مجلس الأمن الدولي بـ"النفاق"، و"طعنه في الظهر"، مشيراً إلى أنها دعمت هجوم ميليشيا خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، وهو ما أدى إلى فشل الجهود لإيجاد حل سياسي في ليبيا حتى الآن
تصريحات الدبلوماسي اللبناني تأتي في الوقت الذي رصدت فيه مواقع مختصة بحركة الطيران لأول مرة انطلاق طائرات شحن إلى قاعدة الخادم التي تديرها الإمارات في ليبيا.
طائرات سورية وروسية: مواقع مختصة بحركة الطيران رصدت انطلاق طائرات شحن سورية وروسية إلى قاعدة الخادم التي تديرها الإمارات في ليبيا، حسب ما أفادت به قناة الجزيرة.
فقد أظهر موقع رادار بوكس المختص برصد حركة الطيران انطلاق طائرة شحن إليوشن من نوع 76 تابعة للنظام السوري باتجاه مصر.
توضح حركة الطائرة أنها انطلقت مساء الإثنين من دمشق باتجاه اللاذقية ثم إلى مصر، وغابت عن الرادار بعد وصولها إلى غرب الإسكندرية.
لكن موقع "فلايت أوير" المختص برصد الطيران بث صوراً توضح مسار الطائرة بعد أن دخلت مصر، حيث اتجهت إلى مطار قاعدة الخادم في ليبيا، التي تديرها الإمارات لدعم قوات حفتر. وظهرت هذه الطائرة مرة أخرى الثلاثاء الماضي غرب الإسكندرية أثناء خروجها من مصر عائدة إلى سوريا.
كذلك رصد الموقع طائرة شحن روسية من الطراز نفسه، حيث انطلقت من موسكو إلى مطار حميميم في اللاذقية السورية، ومن هناك باتجاه مصر ثم إلى الحدود مع ليبيا ثم غابت عن الرادار، فيما أشار مرصد "البوسفور" إلى توجه هذه الطائرة الروسية نحو قاعدة الخادم الليبية.
نفاق سياسي: من جانبه، قالت المبعوث الأممي السابق في ليبيا غسان سلامة، في مقابلة مع "مركز الحوار الإنساني" الأربعاء 1 يوليو/تموز 2020: "في اليوم الذي هاجم فيه حفتر طرابلس، حظي بدعم غالبية أعضاء مجلس الأمن، في حين كنا نتعرض منه للانتقاد في البيانات الإعلامية لأننا لم نستطع إيقافه".
ومنذ تسميته رئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في يونيو/حزيران 2017، حاول سلامة تحقيق تقدم في المحادثات بين طرفي النزاع لإيجاد حل، لكنها تعثرت أكثر من مرة، إلى أن تقوضت كلياً في هجوم حفتر في أبريل/نيسان 2019 على طرابلس قبل أيام من مؤتمر للحوار الوطني في غدامس، كانت تعد له الأمم المتحدة، قبل أن يستقيل من منصبه في مارس/آذار 2020.
أكد سلامة في حديثه أن هجوم حفتر "أُطلق بدعم عسكري من مصر والإمارات وروسيا"، وكذلك بدعم فرنسي تنفيه باريس "أدى إلى توقف عملية السلام التي عملنا عليها لمدة عام كامل".
أضاف: "هنا تفهمون أن نفاق تلك الدول، في هذه المرحلة، وصل إلى مراحل تجعل من عملنا إشكالياً جداً".
محاربة السلام: قال سلامة إن "دولاً مهمة لم تكتف فقط بدعم حفتر، بل تواطأت عمداً ضد عقد المؤتمر الوطني" في غدامس (غربي ليبيا)، وأضاف: "لم يكونوا يريدون أن يعقد" المؤتمر.
تابع قائلاً: "أنا غاضب جداً"، معتبراً أن النظام الدولي القائم حالياً "متضعضع تماماً"، خصوصاً فيما يتصل "بالتدخل العسكري المباشر في نزاعات محلية"، وأعرب عن أسفه لأن "قادة دول مهمة لم يعد لديهم أي ضمير".
توثيق دولي: وهذه ليست المرة الأولى التي توثق فيها جهات ومصادر دولية دعم الإمارات وروسيا لحفتر، فقد تحدث تقرير أممي في أبريل/نيسان الماضي عن حركة جوية لنقل مرتزقة من روسيا وسوريا للمشاركة بالقتال إلى جانب قوات حفتر.
كما تقول حكومة الوفاق الليبية إن طائرات النظام السوري تنقل المرتزقة والأسلحة لدعم حفتر بما يمثل انتهاكاً لحظر تصدير السلاح لليبيا، ثم تعود بوقود الطائرات في انتهاك آخر لحظر توريد هذا النوع من الوقود لسوريا.