قالت الشرطة الإيطالية، الأربعاء 1 يوليو/تموز 2020، إنها ضبطت نحو 14 طناً من أقراص الأمفيتامين تصل قيمتها إلى نحو مليار يورو (مليار و125 مليون دولار) قادمة من سوريا، فيما وصفتها بأنها أكبر عملية من نوعها في العالم، وأضافت أن الأقراص المخدرة يشتبه في أن مصدرها تنظيم الدولة "داعش".
فقد ربطت تقارير إعلامية سابقاً بين تنظيم "داعش" والأقراص المخدرة، وأشارت إلى أن مقاتلي التنظيم يستعملون الأقراص خلال معاركهم، إضافة إلى تهريبها إلى الدول الأوروبية من أجل تمويل التنظيم.
عصابات محلية وعلاقات مع داعش: ذكر المحققون أنهم احتجزوا ثلاث سفن حاويات رست في ميناء ساليرنو بجنوب إيطاليا، وعثروا على 84 مليون قرص من عقار كبتاغون داخل آلات وأسطوانات ورقية كبيرة مخصصة للاستخدام الصناعي.
قال اللفتنانت كولونيل جيوردانو ناتالي لرويترز: "من المحتمل أن عصابات كامورا المحلية متورّطة في هذا العمل".
واستخدم الكبتاغون في الستينيات لعلاج النوم القهري والاكتئاب. وهو واحد من عدة أسماء تجارية لهيدروكلوريد الفنثيلين، الذي يعد مركباً دوائياً ينتمي إلى عائلة من الأمفيتامينات التي يمكن أن تمنع الخوف وتقلل التعب.
كما أن استخدام الكبتاغون شائع في الشرق الأوسط، وينتشر على نطاق واسع في المناطق التي مزقتها الحروب مثل سوريا، حيث أدى الصراع إلى زيادة الطلب وخلق فرص للمنتجين.
قالت الشرطة الإيطالية في بيان إن الإنتاج تركز في البداية في لبنان، وإن تنظيم الدولة الإسلامية يبيع العقار لتمويل أنشطته.
في مداهمة قبل أسبوعين، ضبطت الشرطة الإيطالية 2800 كيلوغرام من الحشيش ومليون حبة من الكبتاغون في شحنة ملابس بميناء ساليرنو.
علاقة داعش بالمخدرات: ذكرت وكالات وتقارير صحفية متعددة معلومات عديدة تشير إلى استخدام مقاتلي داعش حبوب الكبتاغون قبل المعارك ومهماتهم الجهادية، حيث ذكرت التقارير أهمية ذلك المخدر كممول لعمليات داعش، وأشارات كذلك إلى صفقات التهريب القائمة على حدود سوريا مع لبنان والأردن، حيث أطلق عليه البعض لقب "وقود داعش" الجديد.
الكبتاغون (captagon) أحد مشتقات مادة الأمفيتامين، وهي مادة كيميائية منشطة، ترفع المزاج وتقلل الحاجة إلى النوم وكذلك تقلل الشهية للأكل، ويعتبر وقود داعش الحالي، الذي يسمح لمقاتليها بالتغلب على الخوف والإجهاد أو التردد في القيام بالمهمات الجهادية، ليبقيهم على الأقل أربعة أيام متواصلة من النشاط دون الحاجة إلى النوم.
ليس داعش الأول في استخدام المخدرات بين مقاتليه: بدأ الأمر منذ القرن الحادي عشر مع اليابانيين، ثم مع الميليشيات الإفريقية، ومع الحشاشين في بلاد فارس المعروفة بأفغانستان حالياً، وصولاً إلى النازيين في القرن الماضي، بدأ استخدام الكبتاغون بالتحديد كعلاج طبي لمرضى اضطراب نقص الانتباه عند الأطفال في الستينات، إلا أن تمّ منعه لخطر إدمانه في عام 1980، وهو من المخدرات الرخيصة نسبياً، حيث تتراوح تكلفة الحبة ما بين 5 – 20 دولاراً أمريكياً.
بحسب تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن حزب الله بدأ في صناعة الكبتاغون تجارياً من أجل تمويل عملياته، حيث وصل الدعم الذي تقدمه تجارة حزب الله للكبتاغون لمقاتليه إلى 6 مليارات دولار سنوياً، ومن ثم أصبحت لبنان المُنتج الأول في الشرق الأوسط للكبتاغون، ليأخذ داعش تلك المرتبة بعد بدء تنظيم الدولة الإسلامية في صناعته والتجارة به وتوفيره لمقاتليه، حيث اعترف العديد من الجهاديين السابقين في حواراتهم مع وكالات الأنباء بتناولهم الكبتاغون قبل المعارك، والذي يمكنه إبقاؤهم دون حاجة للراحة أو النوم لمدة تصل إلى أربعة أيام.
يمكن صناعة الكبتاغون من مواد كيميائية بسيطة ورخيصة نسبياً، الأمر فقط يحتاج إلى المعرفة والخبرة الكيميائية لصناعته من مواد كيميائية متاحة وقانونية في الأسواق، حيث نشرت "سي إن إن" تقريراً بآثار الكبتاغون على مقاتلي داعش قائلة إن الكبتاغون يمكن أن يجعلهم أبطالاً خارقين لا ينامون لأيام، ويجعلهم نشطاء وفاقدين للشهية والنوم والأكل.