قالت صحيفة وول ستريت جورنال، الأربعاء 1 يوليو/تموز 2020، إن السعودية تهدد بحرب جديدة لأسعار النفط مع أقرانها في أوبك، وأضافت أن وزير الطاقة السعودي طلب في الأسابيع القليلة الماضية، من أنجولا ونيجيريا تقديم تعهدات مفصلة بتنفيذ تخفيضات إضافية في إنتاج النفط.
إشعال حرب أسعار جديدة: الصحيفة الأمريكية أوضحت أيضاً أن السعودية تهدد بإشعال حرب لأسعار النفط، "ما لم يقم أعضاء آخرون في أوبك بالتعويض عن فشلهم في الامتثال للتخفيضات الإنتاجية الأخيرة للمنظمة".
التهديد السعودي الذي نقلته الصحيفة الأمريكية، يأتي تزامناً مع ما أظهرته بيانات رسمية، الثلاثاء 30 يونيو/حزيران، من انكماش الاقتصاد السعودي 1% في الربع الأول من العام، لكن الأرقام لم تتضمن غير تأثير هامشي لانهيار أسعار النفط وأزمة فيروس كورونا التي تفاقمت في مارس/آذار.
إذ قالت الهيئة العامة للإحصاء: "يرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى انخفاض النمو في القطاع النفطي بمقدار 4.6%، رغم تحقيق القطاع غير النفطي ارتفاعاً قدره 1.6%"، مستشهدة بتقديرات أولية.
أسوأ تراجع اقتصادي للمملكة: وفق تقرير لوكالة "رويترز"، يواجه أكبر بلد مصدّر للنفط بالعالم أسوأ تراجع اقتصادي له هذا العام، في ظل جائحة فيروس كورونا التي أضعفت الطلب العالمي على الخام وإجراءات احتواء الفيروس التي أضرَّت بالاقتصاد غير النفطي للمملكة.
قال جيمس سوانستون الاقتصادي في "كابيتال إيكونوميكس" المتخصص بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "أزمة فيروس كورونا تعني أن هذه أنباء قديمة إلى حد ما، ومن المؤكد بدرجة كبيرة أن تكون بيانات الربع الثاني مروعة".
في الربع الأول، هوت صادرات السعودية نحو 11 مليار دولار على أساس سنوي. وتفيد بيانات رسمية صدرت الشهر الحالي، بأنها انخفضت نحو 12 مليار دولار في أبريل/نيسان وحده.
من المرجح أن تؤثر تخفيضات إنتاج النفط الكبيرة في مايو/أيار ويونيو/حزيران، بهدف رفع الأسعار، على الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني، وأظهرت الأرقام الصادرة عن البنك المركزي هذا الأسبوع، أن معاناة الاقتصاد غير النفطي ستستمر في مايو/أيار.
السعودية التزمت بالتخفيض: وجد مسح أجرته رويترز، أن إنتاج أوبك من النفط سجَّل أدنى مستوى له خلال عقدين في يونيو/حزيران، مع قيام السعودية وأعضاء آخرين من دول الخليج العربية بتخفيضات أكبر؛ مما دفع إلى امتثال المجموعة لاتفاق خفض الإمدادات إلى أكثر من 100%، على الرغم من عدم وفاء العراق ونيجيريا بكامل حصتيهما.
كما وجد المسح أن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وعددها 13، ضخَّت 22.62 مليون برميل يومياً بالمتوسط في يونيو/حزيران، بانخفاض 1.92 مليون برميل يومياً عن الرقم المعدّل لشهر مايو/أيار.
قال تاماس فارجا، من "بي.في.إم" للسمسرة في النفط: "من المتوقع أن يرتفع الطلب في النصف الثاني من العام، وهناك توافق عام على أن مجموعة أوبك+ ستفي بالتوقعات وستحقق امتثالاً كبيراً في يونيو/حزيران ويوليو/تموز".
أدنى إنتاج في عقدين: أظهرت سجلات مسح لـ"رويترز"، أن إنتاج يونيو/حزيران سيكون الأدنى لـ"أوبك" منذ عام 2000 على الأقل، دون وضع التغير في أعضاء أوبك منذ ذلك الحين في الاعتبار.
وجاء أكبر انخفاض في المعروض من السعودية، التي ضخت 7.55 مليون برميل يومياً في يونيو/حزيران، أو أقل من حصتها بموجب اتفاق أوبك+ بما يقرب من مليون برميل يومياً، وهو الأدنى للمملكة منذ عام 2002 وفقاً لمسوح رويترز.
كما قالت مصادر في المسح، إن الإمارات العربية المتحدة والكويت قدمتا تخفيضات طوعية إضافية. وانخفض إنتاج أوبك، بسبب تخفيضاتٍ أكبر نفذها العراق ونيجيريا، البلدانِ اللذان كانا متخلفَين عن الامتثال في مايو/أيار وفي اتفاقات سابقة لـ"أوبك".
ماذا عن اتفاق أوبك؟ توصل أعضاء منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا (مجموعة أوبك بلس)، والولايات المتحدة وباقي المنتجين من خارج المجموعة، إلى اتفاق تاريخي لخفض الإنتاج العالمي للنفط بنسبة 20% بداية من أول مايو/أيار الماضي، ويستمر الاتفاق حتى أبريل/نيسان 2022، على أن تخف حدة التخفيضات القياسية بداية من يوليو/تموز الحالي، بحسب رويترز.
الاتفاق الذي أعلنت عنه مجموعة أوبك بلس، تم التوصل إليه في وقت متأخر من مساء الأحد 12 أبريل/نيسان الماضي، بعد مشاورات ماراثونية استمرت عشر ساعات متواصلة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وشارك فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.