أظهر إحصاء أجرته وكالة رويترز، 1 يوليو/تموز 2020، أن عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في الولايات المتحدة ارتفع بأكثر من 47 ألفاً يوم الثلاثاء، في أكبر زيادة يومية في عدد الإصابات بالبلاد منذ بداية الجائحة.
فيما أصبحت ولايات كاليفورنيا وتكساس وأريزونا بؤراً جديدة للمرض التنفسي الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، حيث سجلت ارتفاعاً قياسياً في عدد الإصابات.
تحذيرات من الأسوأ: يأتي هذا بعد أن جدَّد المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، الثلاثاء 30 يونيو/حزيران 2020، تحذيراته من إمكانية ارتفاع إصابات فيروس كورونا إلى 100 ألف يومياً في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتفاوت فيه خطورة تفشي الجائحة من ولاية إلى أخرى.
تحذير المعهد الأمريكي جاء على لسان مديره أنتوني فاوتشي، خلال مداخلة له في جلسة لمجلس الشيوخ من أجل تقييم التطورات الأخيرة للفيروس، في ظل العدد المتزايد للإصابات به في أمريكا.
قال فاوتشي: "الوضع الوبائي في بعض الولايات الأمريكية يتحسن، لكنه يسوء في أخرى، ولا يجب التركيز على الولايات المتضررة فقط، فالوضع خطير في كامل البلاد".
قبل أن يضيف: "الحصيلة اليومية للإصابات في البلاد تتجاوز الـ40 ألفاً، وإمكانية بلوغها الـ100 ألف محتملة".
فاوتشي، وفي تصريح قوي اللهجة، شدد على أن البلاد تسير في "الطريق الخاطئ"، وتابع: "من الضروري التصريح للشعب الأمريكي بالوضع الخطير الحالي".
أما بخصوص اكتساب المناعة ضد الفيروس، فقال فاوتشي: "ليس لدينا معلومات كافية لمعرفة إمكانية اكتساب جسم الإنسان مناعة ضد الفيروس من عدمها، سنعرف ذلك مع الوقت".
اللقاح غير مضمون: فيما قال فاوتشي إن الولايات المتحدة يجب ألا تركن إلى إمكانية الحصول على لقاح آمن وفعَّال لكوفيد-19، وحذر من أن الزيادة اليومية الكبيرة في عدد الحالات يمكن أن تصل إلى أكثر من الضعف إذا لم يتخذ الأمريكيون خطوات للسيطرة على الفيروس.
رئيس المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعدية يعتقد أنه "من المهم للغاية أن تكون هناك لقاحات آمنة وفعالة في متناول الجميع في هذه البلاد".
لكن فاوتشي حذر مع ذلك من أنه "لا يوجد ضمان لحصولنا على لقاح آمن وفعال".
كما حث الأمريكيين على اتباع التوجيهات الخاصة بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
تحذيرات الصحة: المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بدوره قال الإثنين 29 يونيو/حزيران 2020، في مؤتمر صحفي عقده بجنيف عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إن العالم لم يواجه بعد أسوأ مراحل جائحة كورونا، مؤكداً أن "حالة الشقاق بين دول العالم وغياب التضامن في مواجهة الوباء ساهما في تفشي الفيروس بشكل أكبر".
تيدروس أشار إلى أنه ومنذ ظهور الفيروس لأول مرة في الصين، شهد العالم نماذج لمقاومة الوباء، والتضامن ضده، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود إرشادات خاطئة حول الفيروس، وتسييس الوباء.
كما شدد على أن السؤال الحساس الذي سيواجه جميع بلدان العالم خلال الأشهر المقبلة هو كيفية تعايشهم مع الفيروس، مشيراً إلى أن تتبع مخالطي المصابين بفيروس كورونا هو الخطوة الأهم في مكافحة جائحة كوفيد-19، وأن الدول التي تفشل في ذلك لا عذر لها.