أفادت صحيفة The Washington Post بأن فيسبوك حاول إقناع الرئيس دونالد ترامب بتخفيف حدة خطابه في منشور مايو/أيار، الذي هدد فيه المحتجين الداعمين لجورج فلويد، باستخدام العنف.
مصادر مطلعة أخبرت الصحيفة بأن مسؤولين في فيسبوك رفيعي المستوى اتصلوا بالبيت الأبيض وحاولوا إقناع الرئيس إما بخفض حدة العنف في منشوره، الذي كتب فيه: "عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار"، وإما بمسحه من الأساس. ولم تحدد الصحيفة أي المسؤولين أجرى تلك الاتصالات، لكنها قالت إنهم كان "نواباً".
مصادر للصحيفة قالت أيضاً إن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، أخبر ترامب لاحقاً في مكالمة هاتفية، بأن المنشور وضع فيسبوك في موقف حرج. وأفاد موقع Axios الإخباري في 31 مايو/أيار، بأن زوكربيرغ تحدث هاتفياً مع ترامب، لكنه لم يذكر تفاصيل المكالمة.
ترامب كتب المنشور أواخر مايو/أيار، عندما كانت الاحتجاجات المتعلقة بجورج فلويد لا تزال في بدايتها بمدينة مينيابوليس. وجاء في منشور ترامب: "عندما تبدأ أعمال النهب، يبدأ إطلاق النار"، وهي عبارة ابتكرها قائد شرطة عنصري بميامي في الستينيات. وقد أنكر فريق ترامب معرفته بأصل هذه العبارة.
من جانبه حظر تويتر المنشور، قائلاً إنه انتهك قوانينه بسبب "تمجيد العنف". بينما قرر فيسبوك تركه، وهو ما أثار غضب جماعات الحقوق المدنية والعاملين في المنصة أنفسهم.
بعد المكالمة الهاتفية مع زوكربيرغ، نشر ترامب منشوراً لاحقاً، قال فيه إن هذه اللهجة قُصد بها تحذير المواطنين، لأنه كان سيلجأ إلى الحرس الوطني الأمريكي. وذكر زوكربيرغ ذلك لاحقاً، في مقالة برر فيها قرار فيسبوك ترك منشور ترامب وشأنه.
تقرير صحيفة The Washington Post أشار إلى أن مسيرة ترامب السياسية صاغت سياسات فيسبوك المتعلقة بخطابات الكراهية والتضليل منذ مدة طويلة تعود إلى 2015. وقد أنكر فيسبوك هذا.
وقال متحدث باسم فيسبوك لموقع Business Insider: "تلميحات صحيفة The Washington Post بأننا طورنا سياسات تهدف إلى إرضاء إدارة ترامب، تعد خاطئة".
وأضاف: "وفي حين يرى كثير من الجمهوريين أن علينا فعل شيء ما ويريد كثير من الديمقراطيين أن نفعل العكس تماماً، فإن مهمتنا هي وضع مجموعة من القواعد التي تسري على الجميع. نحن لا نؤمن بأن على تويتر أو يوتيوب أو فيسبوك أو أي شركة تكنولوجية أخرى أن تحدد الكلام الذي ينبغي أو لا ينبغي أن يراه الناس من قادتهم المُنتخبين ديمقراطياً".
وقد أدى التعامل الليّن من جانب فيسبوك تجاه منشورات ترامب التي تنتهك قواعده، إلى مقاطعة إعلانية متزايدة، إذ حذفت شركات كبرى مثل كوكاكولا ويونيليفر وVerizon إعلاناتها من المنصة.