تجاوزت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم حاجز 10 ملايين حالة الأحد 28 يونيو/أيار، بعدما أودى كذلك بحياة أكثر من نصف مليون شخص على مدار سبعة أشهر، منذ انطلاقه من بؤرة انتشاره الأول، مدينة ووهان بالصين، ثم تفشيه في معظم الدول.
بالأرقام: الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن عدد المصابين بالفيروس قد بلغ حتى صباح الأحد 10 ملايين و87 ألفاً و320 إصابة، توفي منهم 501 ألف و419 حالة، فيما تعافى بعد الإصابة 5 ملايين، و466 ألفاً، و185 حالة.
هذا الرقم من الإصابات هو تقريباً ضعف عدد مرضى الأنفلونزا الشديدة سنوياً، بينما يتساوى عدد وفيات الفيروس مع عدد الوفيات السنوية بالأنفلونزا، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.
المناطق الأكثر تضرراً: وتشكل الإصابات في أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأوروبا نحو 75% من إجمالي المصابين، وذلك بنسب متساوية تقريباً بين المناطق الثلاث، في حين تسجل آسيا والشرق الأوسط زهاء 11 و9% على الترتيب، وذلك وفقاً لإحصاء رويترز الذي يعتمد على تقارير حكومية.
وكانت أول حالات إصابة بالمرض أعلِنت بمدينة ووهان الصينية في العاشر من يناير/كانون الثاني 2020، قبل أن تنتشر الإصابات والوفيات في أوروبا ثم الولايات المتحدة وبعدها روسيا.
لكن الوباء دخل الآن مرحلة جديدة تسجل فيها الهند والبرازيل إصابات تتجاوز عشرة آلاف حالة يومياً، مما يشكل ضغطاً كبيراً على الموارد.
حيث سجلَّ البلدانِ أكثر من ثلث إجمالي الإصابات الجديدة في الأيام السبعة الماضية.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الدول المتضررة بشدة من الوباء، خصوصاً الأوروبية، تخفيف إجراءات العزل وتنفيذ تعديلات موسعة في نظم العمل والحياة الاجتماعية قد تستمر عاماً أو أكثر حتى ظهور لقاح.
خشية من موجة ثانية: وبعدما أعلنت حكومات بعض البلدان عن تراجع الإصابات وبدء عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها، عادت لتسجل إصابات جماعية جديدة كما حصل في مصنع تعبئة لحوم في ألمانيا، وكنيسة في سيول، ومستشفى في إيطاليا، وسوق جملة في بكين، مما يثير المخاوف من موجة ثانية من العدوى قد تكون أقوى من الأولى.
فبعد شهور من الجائحة، تنتشر الآن مخاوف حدوث موجة في البلدان التي تمكنت من القضاء على المرض من خلال إجراءات غلق اقتصادية واجتماعية مؤلمة وصعبة.
أول حالة: كوريا الجنوبية كانت أول مَن أثار انتباهاً دولياً، الأسبوع الماضي، عندما كانت سلطات البلاد أول من أعلن في العالم عن دخول البلاد موجة ثانية من العدوى متركزة حول العاصمة، بسبب تجمعات "عطلة مايو/أيار".
لكن منظمة الصحة العالمية تتجنب استخدام مصطلح "الموجة الثانية" لوصف الوضع في كوريا الجنوبية، عندما سُئلت عن ذلك في مؤتمر صحفي، حسبما أفادت صحيفة The Guardian البريطانية.
قالت ليندا بولد، أستاذة الصحة العامة بجامعة إدنبرة: "في ظل عدم وجود مصل أو علاج فعال، يتعلق الأمر بالبيانات، نحتاج إلى التعرف على المصابين، وتحديد أماكنهم، واتخاذ الإجراءات القياسية من فحوصات وتتبع وعزل، مؤكدة أنه بهذه الخطوات ليس من الضروري أن تؤدي الإصابات الجماعية المحلية إلى تفشٍّ شامل في جميع أنحاء البلاد، إذا تمكنت السلطات من تحديد المرضى واحتوائهم بالسرعة الكافية".
لكن هذه الإجراءات لن تمنع حدوث موجة ثانية إلا في البلدان التي تمكنت بالفعل من احتواء الفيروس من قبل، ولديها الموارد اللازمة للإنفاق على الفحوصات والتتبع والعزل، وفرض حظر جزئي أو كلي، بحسب ما يقتضيه الأمر.
ومن المرجح بسبب هذا التفاوت في موارد وقدرات البلدان المختلفة على احتواء موجة ثانية من العدوى، أن تستمر القيود المفروضة على السفر والطيران لحين اكتشاف مصل أو علاج فعال.
وتشهد بعض الدول طفرات جديدة في انتشار العدوى دفعت السلطات إلى إعادة فرض قيود العزل العام جزئياً، في وضعٍ وصفه خبراء بأنه قد يكون نمطاً متكرراً في الشهور المقبلة وحتى 2021.