أصدر القضاء اللبناني، السبت 27 يونيو/حزيران 2020، قراراً قضى بمنع السفيرة الأمريكية لدى لبنان، دوروثي شيا، من الإدلاء بأي تصريح ومنع وسائل الإعلام المحلية من التعامل معها، بعد يوم من التصريحات التي انتقدت فيها الدبلوماسية الأمريكية الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله.
شكاية "مواطنة" لبنانية: إذ قالت وسائل إعلام لبنانية إن قاضي الأمور المستعجلة محمد مازح، في مدينة صور جنوب لبنان، أصدر قراراً يمنع بموجبه السفيرة الأمريكية من التصاريح الإعلامية، كما يمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها في هذا الإطار.
كما أوضحت أن القرار الذي وصفته بـ"الجريء" تبين أنه جاء بناءً على استدعاء تقدمت به سيدة تدعى فاتن علي قصير عبر البريد الإلكتروني عرضت فيه أنها شاهدت مقابلة للسفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شي بتاريخ 26 حزيران/يونيو 2020، على قناة "الحدث" العربية.
أضافت في الاستدعاء أن السفيرة الأمريكية أدلت بتصريحات مسيئة للشعب اللبناني ومثيرة للفتن والعصبيات ومن شأنها تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية وتشكل خطراً على السلم الأهلي والعيش المشترك.
تهديد السلم وإثارة الطائفية: بناءً على الاستدعاء المذكور اتخذ القاضي قراراً بإجابة طلب المستدعية قصير بعدما تبين له أنه وبعد الاطلاع على مضمون المقابلة عبر صفحة فيسبوك العائدة للقناة المذكورة أن السفيرة الأمريكية تناولت في حديثها أحد الأحزاب اللبنانية الذي له تمثيل نيابي في مجلس النواب وتمثيل وزاري في الحكومة وله قاعدة شعبية لا يستهان بها في لبنان، وأن التطرق إليه من قبل السفيرة المذكورة لجهة تحميله المسؤولية عما وصلت إليه الأوضاع في لبنان يخرج عن الأعراف الدبلوماسية المعهودة والمتعارف عليها بموجب المعاهدات الدولية واتفاقية فيينا، وأنه يسيء لمشاعر الكثير من اللبنانيين ويسهم في تأليب الشعب اللبناني على الحزب المذكور.
كما اعتبر القاضي، وفق وسائل إعلام لبنانية، أنه لا يحق للأجنبي "كائناً من كان الحق بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والسياسية في بلد ما وتعريض سلمه الأهلي للخطر، بل من واجبه الدبلوماسي والأخلاقي احترام الدولة التي يعملون بها".
ماذا قالت السفيرة الأمريكية؟ رأت السفيرة الأمريكية لدى لبنان دوروثي شيا أن "اللبنانيين لا يعانون من سياسة واشنطن بل من عقود من الفساد"، مؤكدة أن واشنطن هي من أكبر الداعمين للبنان بـ750 مليون دولار.
عبرت السفيرة في مداخلة عبر "الحدث" عن قلق بلادها من "حزب الله"، قائلة: "لدينا قلق بالغ من "حزب الله" في لبنان والذي نصنّفه إرهابياً". وأشارت إلى أن "حزب الله بنى دولة داخل الدولة استنزفت لبنان"، وأن "دويلة حزب الله كلفت الدولة اللبنانية مليارات الدولارات".
أضافت: "مليارات الدولارات ذهبت لدويلة "حزب الله" بدل الخزينة الحكومية".
عن قانون قيصر لفتت إلى أنه "لا يستهدف إلا نظام الأسد وداعميه" والهدف منه تجفيف تمويل النظام الذي يقتل السوريين". وجددت طمأنتها للبنانيين بأن قانون قيصر لن يستهدفهم قائلة: "كنت واضحة بطمأنتي للبنانيين بأن قانون قيصر لا يستهدفهم".