تسبب وصف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الخميس 25 يونيو/حزيران 2020، زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بـ"الشهيد"، في موجة انتقادات واسعة في صفوف المعارضة، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية.
مات شهيداً: خلال استعراض العلاقات المضطربة بين باكستان والولايات المتحدة في البرلمان، تتطرق رئيس الوزراء عمران خان إلى حادثة تسلل القوات الأمريكية إلى باكستان لقتل أسامة بن لادن الذي كان يختبئ في مدينة "أبوت أباد" شمالاً، عام 2011، حيث قال: "الأمريكيون جاؤوا إلى أبوت أباد وقتلوا بن لادن، لقد استشهد".
كلمته التي بثها التلفزيون الرسمي أثارت ردود فعل سلبية واسعة من شخصيات معارضة ومراقبين.
تزوير للتاريخ: وزير الخارجية السابق خواجة محمد آصف قال إن "عمران خان زوّر التاريخ وأعلن بن لادن شهيداً اليوم".
كما أضاف: "المسلمون في كل أنحاء العالم يعانون بسبب التمييز الذي يواجهونه جراء الإرهاب، ورئيس وزرائنا يزيد الأمر سوءاً بوصفه أسامة بن لادن بشهيد الإسلام".
من جانبه، وجّه زعيم حزب الشعب الباكستاني بلاول بوتو زارداري، نجل الرئيس الباكستاني الأسبق آصف علي زارداري، اتهامات إلى عمران خان بتمجيد التطرف.
توضيح سريع: مكتب رئيس الوزراء الباكستاني بادر سريعاً للرد على الانتقادات، حيث أصدر المتحدث باسم رئيس الوزراء توضيحاً قال فيه إن خان "استخدم مرتين كلمة "قتل" لابن لادن".
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء شهباز جيل إن هناك محاولة "لا مبرر لها" لجعل تعليقات خان مثيرة للجدل دون داعٍ، مؤكداً أن "التزام رئيس الوزراء وباكستان ضد الإرهاب لا يتزعزع".
اغتيال بن لادن: شكّل اغتيال القوات الأمريكية لابن لادن عام 2011 إحراجاً وطنياً كبيراً في باكستان، كما تسبب بتوتير العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، التي ادعت جهلها باختباء بن لادن في أراضيها بينما ما زالت واشنطن تشك في ذلك.
رئيس الاستخبارات الباكستانية السابق الجنرال أسد دوراني سبق أن قال لقناة الجزيرة عام 2015 إنّ استخبارات بلاده علمت على الأرجح بمكان اختباء بن لادن وأملت في استخدامه كورقة مساومة.
لكن واشنطن تمكنت من رصد قائد تنظيم القاعدة، الذي تتهمه بالمسؤولية المباشرة عن هجوم 11 سبتمبر/أيلول، بعد مطاردة استمرت 10 سنوات وانتهت في أبوت أباد، البلدة المحصنة شمال إسلام أباد والتي تضم الأكاديمية العسكرية الباكستانية، ما أثار مزاعم بأن السلطات كانت متواطئة مع زعيم القاعدة.
تصريحات خان حول بن لادن طالما كانت مثيرة للجدل، إذ زعم خلال رحلة له إلى الولايات المتحدة عام 2019 أن المخابرات الباكستانية زودت واشنطن بمعلومات ساعدتهم في العثور على بن لادن وقتله.