ذكر موقع VICE News الأمريكي، الأربعاء 24 يونيو/حزيران 2020، أن حركة "بوغالو"، التي توصف بكونها ميليشيا تحركها جهات مدنية، قد تسلَّلت بالفعل الآن إلى الجيش الأمريكي، وفيما يؤدي أفراد الجيش اليمين على "دعم دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه ضد كافة الأعداء، الخارجيين والمحليين"، تريد حركة "بوغالو" إطاحة الحكومة الأمريكية وتدشين "حرب أهلية" ثانية.
وفق تقرير لصحيفة Raw Story الأمريكية، الخميس 25 يونيو/حزيران 2020، فإن هذا الأمر قد تم كشفه، حين بدأت مجموعاتٌ على منصة فيسبوك وشبكات أخرى على الإنترنت يستخدمها أفراد من ميليشياتٍ مناهضة للحكومة في التنامي من خلال ضمِّ أفرادٍ نشطين في كلِّ الفروع ومُختَلَف المناطق.
مختلف الوسائط: كلمة "بوغالو"، تُستَخدَم كشفرةٍ تدل على "الحرب الأهلية"، التي تحظى بزخمٍ في الاحتجاجات المناهضة للإغلاق وارتداء الأقنعة الواقية.
حسب ما جاء في موقع Voice فإن "بعض المجتمعات النشطة في "بوغالو" موجودةٌ على منصة Discord، وهي منصة شهيرة بين محبي الألعاب الإلكترونية".
يضيف الموقع نفسه أن "هناك كان الأعضاء يتناقشون في طرق الدخول في الاحتجاجات ضد العنصرية ووحشية الشرطة لتقديم أجندتهم الخاصة"، وكما تُظهِر صور المحادثات، فإن "العسكريين السابقين والحاليين يستخدمون خبراتهم، من أقنعة الغاز الأفضل إلى الأسلحة النارية العسكرية".
ميغان سكوير، أستاذة علوم الكمبيوتر بجامعة إيلون الأمريكية، والتي تعمل على تعقُّب المجموعات المُتطرِّفة على الإنترنت، تقول: "فوجِئت بصورةٍ خاصة برؤية أفرادٍ عسكريين سابقين وحاليين مُتورِّطين في مجموعات "بوغالو" على الإنترنت".
كما تضيف أيضاً: "السؤال بالنسبة لي حالياً هو ما إذا كان الرجال العسكريون قد انجذبوا إلى هذه المجموعات الإلكترونية أم أنهم يشكِّلون هذه المجموعات بأنفسهم. أيُّ اتجاهٍ يسلكه هذا النفوذ؟".
وكشف أحد الأعضاء أنه قد دُفِعَ إلى مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، بينما مَزَحَ آخر بأنه مُمَزَّقٌ بين إخبار قائده الضابط عن محادثات "بوغالو" وتسليم المعلومات العسكرية لمُستخدِمين آخرين.
استنفار استخباراتي: إلى ذلك، بدأ مسؤولو الاستخبارات ينتابهم القلق من هذه الحركة، حيث أفادت صحيفة Politico الأمريكية في مايو/أيَّار الماضي بأن وزارة الأمن الداخلي أخبرت قوات إنفاذ القانون المحلية بأن على أفرادها أن يتحلوا باليقظة، إذ قد يستخدم الإرهابيون المحليون الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد باعتبارها فرصةً لإشعال العنف وتحريض المواطنين المُلوَّنين ضد الشرطة.
هذا ما صُوِّرَ في مقطع فيديو في الأيام التالية، وفي النهاية بدأ المحتجون في تسليم المُحرِّضين على العنف إلى الشرطة في حال رأوهم يحطِّمون الأشياء وينهبون ويشعلون النار، أو يقومون بأعمال عنفٍ أخرى.
حين أُلقِيَ القبض على مجموعة "بوغالو بويز" في يونيو/حزيران، وَجَدَ مكتب التحقيقات الفيدرالي أن أحدهم كان فرداً احتياطياً بالجيش، وآخر كان من قدامى محاربي البحرية، وآخر كان من قدامى المحاربين في القوات الجوية.
مخططات إرهابية: وفق نفس الصحيفة، فإن هؤلاء كانوا يخطِّطون لإلقاء المتفجِّرات على المتظاهرين في حراك "حياة السود مهمة – Black Lives Matter" في لاس فيغاس، من أجل إفشاء الفوضى. ثم ألقت السلطات القبض على الرقيب في سلاح الجو، ستيف كاريو، في ولاية كاليفورنيا، لهجومه على مسؤولٍ فيدرالي خارج محكمة مدينة أوكلاند.
يُزعَم أن كاريو كَتَبَ على منصه فيسبوك قبل أن ينصب الفخَّ للاعتداء على المسؤول الفيدرالي: "انطلقوا في أعمال الشغب ودعِّموا قضيتنا". وأضاف: "استخدموا غضبهم لتأجيج نارنا. فكِّروا خارج الصندوق. لدينا حشودٌ غاضبة من الناس لنستخدمهم في صالحنا".
فيما أفاد موقع Voice بأنه حين سُئِلَت وزارة الدفاع عن المخاوف من أفرادٍ عسكريين منتمين لميليشيا ويستعدون من أجل إطاحةٍ عنيفةٍ بالحكومة الأمريكية، قالوا إنهم "متيقِّظون لحركة بوغالو".
ومن غير المعروف ما الذي يقوم به البنتاغون أو فروع الجيش من أجل الحدِّ من سيادة العرق الأبيض والمشارع المُناهِضة للحكومة. وتطرَّقَ موقع Voice إلى الكثير من التفاصيل مصحوبةً بالعديد من الأمثلة للمحادثات التي تثير القلق المُلتَقَطة على الإنترنت.