حذر خبراء غربيون من أن استمرار توقف المفاوضات الدبلوماسية مع إيران، يهدد باستمرار صعود المتشددين في طهران وسيطرتهم على مفاصل الحكومة في إيران واقتصادها، وأوصوا بضرورة استئناف "الدبلوماسية المكوكية" بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، نشر الأربعاء 24 يونيو/حزيران 2020، أشار إلى أن هناك شعوراً متنامياً بأن التوجهات في السياسة الإيرانية الداخلية تشير إلى أن اتفاق عام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، سينهار تدريجياً ما لم يتخذ الغرب بعض المبادرات السياسية الجديدة قريباً.
المتشددون بدأوا فعلاً بالسيطرة: يناقش الدبلوماسيون بالفعل ما إذا كانت الاتجاهات السياسية في إيران تميل بالفعل لصالح مَن يعارضون التعامل مع الغرب لدرجة أن خيار إعادة تفعيل الاتفاق قد انتهى في المستقبل المنظور.
تزعم إيلي غيرانمايه، الخبيرة الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في تقرير لها أن طريق الدبلوماسية لم يغلق بعد.
لكنها نبهت إلى أنه في غياب عرض اقتصادي وشيك يقدمه الغرب، بعد الانتخابات الأمريكية، فإن "الكتلتين الإيرانيتين الأكثر تشدداً في السلطة -المحافظين "الأصوليين" والأمنيين المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني- سيستمران في الصعود والضغط للرد بالمواجهة و"أقصى قدر من المقاومة".
كما حذرت من أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2018، والتدهور السريع في الاقتصاد الإيراني أدّيا إلى صعود مجموعة من المتشددين غالباً ما تحمل أيديولوجياتهم اختلافات دقيقة.
قالت: "يسيطر الأصوليون والأمنيون الآن على القضاء، والسلطة التشريعية، ومجلس صيانة الدستور، والمؤسسات المالية القوية، وشبكات الإعلام الحكومية، ومعظم الأجهزة الأمنية". وحذرت من أن هذه الجماعات تدفع بأن النمو المستقبلي لإيران يكمن في زيادة الاعتماد على الذات وليس في التجارة مع الغرب.
كيف يساعد الغربُ الإصلاحيين؟ ما سيُحدِث توازناً في الرأي هو أن يصمد الإصلاحيون رغم هزيمتهم في الانتخابات البرلمانية لعام 2020، لكن إيلي تقول إن فرص نجاحهم تعتمد جزئياً على فتح أوروبا باباً دبلوماسياً بين الانتخابات الرئاسية الأمريكية والإيرانية، بغض النظر عمن سيفوز في أمريكا.
كما قالت: "مثل هذا الباب بوسعه أن يؤثر حتى على مَن يشارك في السباق الانتخابي الإيراني ونتائجه. ومراكز القوى المعتدلة في إيران تعاني حالياً ضعفاً داخلياً، لكنها ليست في حالة تراجع تام".
فيما تشير إلى أنه بوسع الدبلوماسية المكوكية الأوروبية أن تهدف إلى التوصل إلى اتفاق مؤقت بشأن المسألة النووية مع واشنطن وطهران.
التعاون مع إيران وروسيا: تقول إيلي إنه "سيكون لدى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة فرصة أفضل للنجاح إذا جرى تنسيق ذلك في إطار متعدد الأطراف مع روسيا والصين. وفي مقابل هذا الجمود الإيراني، سيتعين على الدول الكبرى الثلاث تقديم حزمة اقتصادية لإيران.
كما أشارت إلى أنه لا بد أن تكون هذه المساعدة الإغاثية مغرية بما يكفي، ومتتابعة بالطريقة نفسها، حتى تلتزم إيران بالامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة. وبوسع الدول الثلاث بدء هذه العملية، ولكن نظراً لتأثير العقوبات الأمريكية، فإن موقف واشنطن سيحدد نجاح هذا النهج.
يُشار إلى أن كبار مستشاري السياسة الخارجية لجو بايدن، ومنهم جيك سوليفان قالوا: "من غير العملي الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستقدم تخفيفاً كبيراً للعقوبات دون ضمانات بأن إيران ستبدأ على الفور في التفاوض على اتفاقية متابعة تمدد على الأقل الحدود الزمنية للاتفاق وتعالج مسائل التحقق والصواريخ الباليستية العابرة للقارات".