أصبحت عائلة هندوجا، التي تصنف كواحدة من أثرى العائلات في العالم، والموجودة ما بين بريطانيا والهند، مهدَّدة بتقسيم ثروتها المقدرة بـ11.2 مليار دولار، بعد أن دخل الأشقاء الأربعة المالكون للثروة في خلافات ونزاع قانوني وصل إلى القضاء البريطاني.
فقد طالب سريتشاند هندوجا، كبير العائلة البالغ من العمر 84 عاماً، وابنته فينو، بالحصول على أصول بنك هندوجا وحده، فيما يصر الإخوة الثلاثة على أنها ملك لكل العائلة.
وفق تقرير لوكالة Bloomberg، الأربعاء 24 يونيو/حزيران 2020، فإن خطاباً وقّعه الأشقاء عام 2014، يقول إن الأصول التي امتلكها أحد الأشقاء تعود ملكيتها إليهم جميعاً، وإن كل شخص منهم سوف يعيّن الآخرين بصفتهم منفذين، لكن الأخ الأكبر يعتبر الوثيقة عديمة القيمة ويصر على أن البنك ملكه وحده، كما يرغب في تمليكه لابنته.
خلاف على المصرف: سُلط الضوء على النزاع القائم بين العائلة المستقرة بالمملكة المتحدة من خلال حُكم حَكمت به قاضية في لندن، قالت إن الأشقاء الثلاثة الآخرين، غوبيتشاند وبراكاش وأشوك، حاولوا استخدام الخطاب للسيطرة على مصرف هندوجا، وهو أحد الأصول التي كانت مكتوبة باسم سريتشاند وحده.
يريد سريتشاند وفينو من المحكمة أن تصدر حكماً يفيد بأن الخطاب يجب ألا يكون له "أثر قانوني" ولا يمكن استخدامه ليكون وصية، وذلك حسبما قالت القاضية.
تقول القاضية، إن سريتشاند أصر في وقت سابق من عام 2016، على أن الخطاب الذي يعود تاريخه إلى شهر يوليو/تموز 2014، لا يعكس رغباته وأن أصول العائلة يجب فصلها، فيما لم يردّ محامٍ باسم سريتشاند على رسالة تطلب التعليق.
قال الأشقاء الثلاثة في بيان لهم، إن الدعوى لن يكون لها أي أثر على أعمالهم التجارية، وإن الإجراءات "تأتي ضد قيم عائلتنا ومؤسسها".
وأضافوا أن هذه المبادئ ظلت راسخة لعقود، لا سيما الفكرة التي تفيد بأن "كل شيء تعود ملكيته إلى الجميع ولا شيء تعود ملكيته إلى أي شخص".
كما أوضح الأشقاء الثلاثة في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "ننوي الدفاع عن المطالبة بتأييد هذه القيم العائلية الراسخة باعتزاز".
الأشقاء الثلاثة يؤكدون أن الحكم يقول إنه في حال قُبل الطلب، سوف تُنقل جميع الأصول المثبتة باسم سريتشاند إلى ابنته وإلى أسرتها المباشرة، وضمن ذلك كامل الأسهم في مصرف هندوجا. فيما ذكرت القاضية أن سريتشاند يفتقر إلى القدرة على إصدار التعليمات إلى المحامين، وأنه أوكل الأمر إلى ابنته فينو لتتصرف باسمه.
مجموعة عملاقة: تعد عائلة هندوجا إحدى أثرى العائلات في العالم. ويُستمد الجزء الأكبر من ثروتها من مجموعة هندوجا غروب، وهو تكتُّل أعمال متماسك تعود أصوله إلى أكثر من قرن من الزمان، وتتنوع استثماراته بين التمويل والإعلام والرعاية الصحية، ويقدم خدماته في 40 دولة، وذلك بحسب الموقع الإلكتروني للمجموعة.
يقدّر مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات ثروة العائلة بـ11.2 مليار دولار.
ويساعد الأشقاء الأربعة الآن في إدارة المجموعة المستقرة في مومباي، التي تعاني في ظل الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.
إذ إن أسهم شركة تصنيع الشاحنات الهندية "أشوك ليلاند"، التي تهيمن عليها وحدة السيارات في مجموعة هندوجا غروب، انخفضت قيمتها بأكثر من الثلث في مارس/آذار. فضلاً عن أنَّ تراجع حركة السفر عالمياً أضر بشركة Gulf Oil International المملوكة للمجموعة.
وفي هذا الشهر، أرجأ البنك المركزي الهندي خطة الأشقاء لرفع حصتهم في مصرف IndusInd Bank Ltd، الذي فقدت أسهمه 66% من قيمتها هذا العام، بحسب أشخاص على اطلاع بالمسألة.