علّق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خططاً للقيام بعمل عسكري ضد كوريا الجنوبية، في خطوة من شأنها تخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وذلك بعد أيام من تصعيد بين البلدين، وتفجير بيونغ يانغ لمكتب كان يرمز إلى التهدئة بين البلدين الجارين.
اتجاه نحو التهدئة: وسائل الإعلام الكورية الشمالية، قالت الأربعاء 24 يونيو/حزيران 2020، إن كيم ترأس الثلاثاء اجتماعاً للجنة العسكرية المركزية التي "علقت خطط التحرك العسكري ضد الجنوب"، ولم تعطِ الوكالة أي تفسير إضافي لهذا التغيير الواضح في الاستراتيجية.
بعد هذا القرار بدأت كوريا الشمالية، الأربعاء، بإزالة مكبرات الصوت التي بدأت بنصبها قبل يومين في مناطق حدودية، من أجل بث دعاية مناهضة لكوريا الجنوبية، كما أوردت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية نقلاً عن مصادر لم تحددها.
خطوات التهدئة هذه من جانب بيونغ يانغ غير معتادة، وتأتي بعدما رأى محللون في الآونة الأخيرة أنها تتذرع بإرسال منشورات دعائية لافتعال أزمة، بهدف الحصول على تنازلات، في وقت وصلت فيه المفاوضات حول الملف النووي الى طريق مسدود، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يأتي قرار بيونغ يانغ أيضاً بعدما كثف النظام الكوري الشمالي في الآونة الأخيرة من الهجمات الشفوية ضد سيول، منتقداً بشكل خاص قيام منشقين كوريين شماليين في الجنوب بإرسال منشورات دعائية الى الشمال عبر بالونات.
وبعدما قطعت قنوات الاتصال الرسمية، دمرت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي مكتب الارتباط الذي فُتح في أيلول/سبتمبر 2018 والواقع في شمال المنطقة المنزوعة السلاح، وكان يرمز إلى التهدئة التي سادت بين الكوريتين في تلك السنة.
كذلك أعلن الجيش الكوري الشمالي أنه سيقوم بتحركات ضد الجنوب، تشمل احتلال مواقع التعاون بين الكوريتين المجمّد حالياً، وإعادة نصب مراكز مراقبة في المنطقة المنزوعة السلاح أو حتى تكثيف المناورات العسكرية.
توتر مستمر: والعلاقات بين الكوريتين مجمدة منذ انهيار قمة هانوي بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب السنة الماضية، بسبب التنازلات التي يمكن أن تقدمها بيونغ يانغ مقابل تخفيف العقوبات عنها.
تخضع كوريا الشمالية حالياً لسلسلة عقوبات دولية بسبب برامجها المحظورة للأسلحة، ومنذ مطلع حزيران/يونيو برز دور كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي في المواقف الشديدة اللهجة التي أصدرتها بيونغ يانغ حيال الجنوب بسبب المنشورات الدعائية.
فمثلاً تم تفجير مكتب الارتباط بعد أيام فقط على تهديد شقيقة كيم جونغ أون بأنه "سيكون في انهيار كامل" قريباً، ولاحقاً وجهت انتقادات شديدة للرئيس الكوري الجنوبي.
ولا تزال الكوريتان عملياً في حالة حرب لأن الأعمال الحربية توقفت بموجب هدنة عام 1953 ولم تحل محلها معاهدة سلام، وكانت المنشورات التي يتم إطلاقها عبر الحدود وراء ارتفاع التوتر كما حصل في تشرين الأول/أكتوبر 2014 حين فتحت كوريا الشمالية النار على بالونات تنقل منشورات، ما تسبب بتبادل لإطلاق النار بين جانبي المنطقة المنزوعة السلاح.