قال رئيس مجلس نواب طبرق في ليبيا، المستشار عقيلة صالح، إنه سيطلب رسمياً من مصر التدخل عسكرياً في بلاده في حال دخلت قوات حكومة الوفاق الليبية المُعترف بها دولياً إلى مدينة سرت، والتي تسيطر عليها قوات تابعة للجنرال الليبي خليفة حفتر، الذي يتلقى دعماً من القاهرة والإمارات.
استعانة بتدخل مصري: صالح وفي لقاء أجراه مع وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، نُشر الأربعاء 24 يونيو/حزيران 2020، قال إن "الشعب الليبي يطلب رسمياً من مصر التدخل بقوات عسكرية إذا اقتضت ضرورات الحفاظ على الأمن القومي الليبي والأمن القومي المصري".
اعتبر صالح أن ذلك التدخل سيكون دفاعاً شرعياً عن النفس في "حال قيام الميليشيات الإرهابية والمسلحة بتجاوز الخط الأحمر الذي تحدث عنه الرئيس السيسي ومحاولة تجاوز مدينتي سرت أو الجفرة"، وفق تعبيره.
أضاف صالح في هذا السياق أنه "في حال اختراق سرت سنطلب تدخل القوات المسلحة المصرية لمساندة الجيش الليبي، وحينها سيكون التدخل المصري لحماية حقوقها، وسيكون شرعياً وبناءً على تفويض من الشعب الليبي"، بحسب قوله.
كذلك برر صالح التدخل العسكري المصري في حال حدوثه بأن الهدف منه بالنسبة للقاهرة حماية الأمن القومي لمصر، "من خلال تأمين حدودها الغربية ومنع تقدم الميليشيات لتسيطر على مناطق تمثل تهديداً لأمن مصر".
رفض لتدخل مصر: زعم صالح في تصريحاته أن هنالك "تأييداً كاملاً" في ليبيا ودعماً لجهود السيسي سواء في تنفيذ "مبادرة إعلان القاهرة" لوقف إطلاق النار، أو "بالاستعداد للتدخل العسكري بشكل شرعي لمساعدة الليبيين".
قال في هذا السياق إن هنالك "شبه إجماع بين المجتمع الدولي على أن المبادرة المصرية هي الحل لإنهاء الأزمة الليبية، حيث تلقى مجلس النواب الليبي ردود أفعال واسعة مؤيدة لإعلان القاهرة مثل روسيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية"، وفق قوله.
لكن حديث صالح عن تأييد الليبيين في الشرق والغرب والجنوب لتدخل عسكري مباشر في مصر، أغفل موقف حكومة الوفاق التي تسيطر على الغرب الليبي، والتي أعلنت رفضها لتهديد الرئيس المصري بتدخل عسكري مباشر في ليبيا، واعتبرت تصريحاته بمثابة "إعلان حرب".
إضافة إلى ذلك، اعتبرت حكومة الوفاق أن الشماعة التي تستخدمها مصر للتلويح بتدخل عسكري مباشر في ليبيا والمتعلقة بحماية الأمن القومي، غير مقنعة، وقالت إن "حل شماعة الأمن القومي يكمن في إغلاق الحدود".
من جانبه، حذر المجلس الأعلى للدولة في ليبيا التابع لحكومة الوفاق، انجرار الجيش المصري للمعركة، وقال في بيان، الثلاثاء 23 يونيو/حزيران 2020: "نربأ بالجيش المصري أن ينجر للدخول في مغامرة يكون مصيرها مثل سابقاتها باليمن"، أما عن دعوة السيسي لتجنيد وتسليح أبناء القبائل فاعتبر المجلس أن تلك الدعوة تهدف إلى مزيد من إذكاء الفتن والزجّ بالليبيين لقتل بعضهم البعض.
استهجن المجلس أيضاً "البيان الذي تلاه عقيلة صالح، والذي يبارك فيه تصريحات السيسي التي تنم عن حقد تجاه ليبيا الجديد، وتعد تهديداً لأمنها واستقرارها"، واعتبر المجلس أن صالح يحاول "إضفاء شرعية لا يملكها على التدخل المصري في الشأن الداخلي الليبي"، وأضاف أن ذلك التدخل موجود منذ 6 سنوات "بشكل تخريبي فاقم الأوضاع بشكل خطير".
معركة طرابلس: كانت تهديدات الرئيس المصري بتدخل في ليبيا، وحديث صالح عن مطالبة القاهرة بالتدخل، قد جاءت بعدما مُنيت قوات خليفة حفتر هزائم كبيرة في معركتها التي خاضتها للسيطرة على طرابلس، والتي اضطرت تحت وقع ضربات حكومة الوفاق إلى الانسحاب منها.
صالح برر انسحاب قوات حفتر من معركة العاصمة طرابلس بقوله إن تركيا حشدت الكثير من المقاتلين في المدينة، وإن انسحاب قوات حفتر جاء "استجابة لمطالب دولية بوقف إطلاق النار"، وفق قوله.
وكانت قوات حكومة الوفاق قد استطاعت طرد قوات حفتر من مناطق استراتيجية في محيط العاصمة طرابلس، لا سيما قاعدة الوطية الجوية التي تقع غرب العاصمة طرابلس، وكان سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق سبباً كبيراً في تقهقر قوات حفتر في المعركة.