يعمل العشرات من الجمهوريين من مسؤولي الأمن القومي الأمريكي السابقين على تشكيل مجموعة ستقدم الدعم للمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، وذلك في خطوة موجهة ضد الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، تحمل إشارة أخرى إلى أنه أبعد بعض الأعضاء في حزبه.
مواجهة ترامب: وكالة رويترز نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة – ولم تذكر اسمها – قولها إن المجموعة ستؤيد بايدن علناً خلال الأسابيع المقبلة، ويخطط أعضاؤها لإطلاق حملة لصالح نائب الرئيس السابق الذي يواجه ترامب في انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
أضافت المصادر أن الخطة تضم ما لا يقل عن 24 مسؤولاً خدموا تحت قيادة الرؤساء الجمهوريين السابقين، وهم رونالد ريغان، وجورج بوش (الأب)، وجورج بوش (الابن)، كما يجري الحديث مع عشرات آخرين للانضمام.
تدفع مجموعة الجمهوريين بشكل رئيسي إلى تكوين اعتقاد بأن استمرار ترامب أربعة أعوام أخرى في الرئاسة سيعرض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر، وأنه ينبغي للجمهوريين أن ينظروا لبايدن على أنه خيار أفضل رغم الخلافات السياسية.
وبحسب الأشخاص المعنيين الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، يقود المبادرة جون بيلينجر الثالث وكين وينستاين، وكلاهما شغل مناصب عليا في عهد الرئيس السابق جورج بوش (الابن).
فقد عمل بيلينجر مستشاراً قانونياً لمجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وكان وينستاين مستشاراً لبوش للأمن الداخلي ومدير مكتب المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر.
رويترز نقلت عن أحد المشاركين في المجموعة، بشرط عدم الإفصاح عن اسمه، قوله: "يقيم ترامب علاقات صداقة مع ديكتاتوريين، إنه خطر حقيقي".
الإعلان عن المجموعة: ومن الممكن أن يجري الإعلان عن المجموعة قبل عقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أغسطس/آب 2020، الذي من المفترض أن يعلن رسمياً ترشيح بايدن لخوض سباق الرئاسة الأمريكي المقبل ضد ترامب.
إلا أن المصادر التي نقلت عنها رويترز قالت إنه لم يجرِ بعد تحديد موعد للإعلان عن المجموعة، وتُظهر استطلاعات الرأي تفوقاً كبيراً لصالح بايدن أمام ترامب.
وخلال الأسابيع الأخيرة أثار ترامب، الذي لم يواجه معارضة تُذكر من أعضاء حزبه لترشحه لفترة ثانية، انتقادات حادة من العديد من القادة العسكريين المتقاعدين والأعضاء السابقين في إدارته.
جاء الانتقاد بسبب دعواته إلى رد عسكري على الاحتجاجات التي تشهدها المدن الأمريكية على العنصرية ووحشية الشرطة وأسلوب تعامل إدارته مع أزمة وباء كورونا.
بدا أن الانتقادات التي وُجهت لترامب قد أثرت على أول حشد انتخابي شارك به الرئيس بعد تخفيف القيود التي فرضتها أمريكا بسبب كورونا، حيث أصيب الرئيس بخيبة أمل بسبب ضعف الحضور في التجمّع الذي نظّمته حملته في مدينة تولسا.
كان البيت الأبيض وعد بأن يشهد الحدث الذي رُوّج له بطريقة كبيرة، وهو النشاط الانتخابي الأول منذ ثلاثة أشهر، إقبالاً كبيراً يصل إلى 100 ألف مناصر، لكنّ صوراً بثتها تلفزيونات أظهرت شغور أقسام كبيرة من القاعة التي تبلغ طاقة استيعابها 19 ألف شخص.