وجَّهت منظمة الحج والزيارة الإيرانية، الثلاثاء 23 يونيو/حزيران 2020، انتقادات مباشرة للسعودية، بسبب تعامل حكومتها مع ملف موسم الحج للعام الجاري في ظل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، معتبرة أن الأمر "لم يكن لائقاً"، وذلك بعد أن أعلنت السعودية إلغاء موسم الحج هذا الموسم، وحصره في أعداد قليلة، وبشروط صارمة، بسبب تفشّي وباء فيروس كورونا.
الإثنين 22 يونيو/حزيران، أعلنت وزارة الحج السعودية، في بيان، أنها "قرَّرت إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج من مختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة".
البيان الإيراني: بحسب موقع قناة "العالم" الإيرانية، قالت المنظمة "بناء على القرار الذي أصدرته السعودية بشأن حصر الحج على المقيمين داخل المملكة، فلن يتم إيفاد الحجاج الإيرانيين وباقي الدول لأداء المناسك هذا العام".
كما أضافت أنه "كان من المتوقع أن تسعى الحكومة السعودية إلى الاستفسار عن وجهات نظر الدول الإسلامية الأخرى بطريقة مناسبة، وأن تستفيد من أفكارها لحل هذه المشكلة، التي تلقي بظلالها الآن على العالم بأجمعه".
فيما لم يصدر رد فوري من الرياض على التصريحات الإيرانية بهذا الخصوص.
العام الماضي، بلغ إجمالي أعداد الحجاج مليونين و489 ألفاً و406؛ منهم أكثر من مليون و855 ألفاً من الخارج و634 ألفاً و379 من داخل المملكة، حسب إحصائية سعودية رسمية.
حتى مساء الإثنين، سجلت السعودية إجمالاً 164 ألفاً و144 إصابة بفيروس كورونا، بينها ألف و346 وفاة، و109 آلاف و885 حالة تعاف.
عالمياً، أصاب الفيروس أكثر من 9 ملايين و290 ألفاً، توفي منهم ما يزيد على 477 ألفاً، وتعافى أكثر من 4 ملايين و997 ألفاً، وفق موقع "ورلدميتر".
تدابير صارمة: الثلاثاء، أعلنت السلطات السعودية ضوابط صارمة لـ"حج محدود" هذا العام، يقتصر فقط على حجاج من داخل المملكة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لوزيري الصحة توفيق الربيعة، والحج والعمرة محمد صالح، للإعلان عن اشتراطات أداء مناسك الحج لهذا العام في ظل تفشي كورونا.
قال وزير الصحة إن أداء الحج سيكون بأعداد محدودة للغاية؛ حيث "يتوقع أن يكون العدد في حدود آحاد آلاف" (أقل من 10 آلاف).
كما أضاف: "ما زلنا في طور النقاش" بهذا الخصوص، وسيكون الحج لمن هم أقل من 65 عاماً، ولا يعانون من أمراض مزمنة.
موضحاً أن الحجاج سيخضعون لفحوص كورونا قبل الفريضة، وبعد الحج سيخضعون لحجر صحي منزلي لمدة 14 يوماً.
الربيعة أكد أنه سيتم تجهيز طواقم طبية ترافق الحجاج في مناسكهم، وتخصيص مستشفى تحسباً لأي طارئ ومركز صحي في مشعر منى.
وتابع: "أعداد حجاج هذا العام ستكون محدودة جداً، انطلاقاً من الواجب الشرعي والإنساني (…) فيروس كورونا لا يزال يسجل أرقاماً مرتفعة في العديد من دول العالم".
بدوره، أوضح وزير الحج والعمرة أن بلاده قرَّرت عدم استقبال حجاج من خارج المملكة؛ حرصاً على الحدّ من تفشي كورونا.
كما أضاف: "لدينا خطط تنفيذية استثنائية هذا العام لأداء فريضة حج آمنة وصحية وتحافظ على السلامة، وفي ظل استمرار الجائحة وسهولة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية سيتم أداء مناسك الحج بما يحقق التباعد الاجتماعي".