كشفت وكالة الأنباء الإثيوبية، الثلاثاء 23 يونيو/حزيران 2020، أن وكالة أمن شبكات المعلومات الإثيوبية أحبطت العديد من الهجمات السيبرانية التي دبرتها مصر في 17 و19 و20 و21 يونيو/حزيران، بهدف تعطيل الأنشطة الاقتصادية والسياسية في إثيوبيا.
يأتي الإعلان عن هذه الهجمات في وقت تأزمت فيه العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، بسبب ملف سد النهضة، الذي وصل إلى مجلس الأمن الدولي بعد أن فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
هجوم مصري: الوكالة زعمت أن ترتيب الهجوم السيبراني تم من قبل مجموعات تسمى Cyber Hopes Group، حيث قام المجرمون السيبرانيون باستعدادات طويلة، وحاولوا هجوماً شديداً على المؤسسات خاصة يوم الجمعة 19 يونيو/حزيران 2020 والسبت 20 يونيو/حزيران 2020، وفقاً للوكالة.
كما أوضحت الوكالة أن المهاجمين حاولوا تعطيل المواقع الإلكترونية لـ13 منظمة عامة و4 منظمات غير حكومية.
الوكالة أضافت أن البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمواقع الإلكترونية لمؤسسات تقديم الخدمات العامة، والمنظمات الأمنية وغيرها من المؤسسات العامة والخاصة، كانت هدفاً للهجوم الذي حاولته الهجمات الإلكترونية في مصر.
ذكرت الوكالة أن الهجوم كان سيشكل ضغوطاً اقتصادية وسياسية ونفسية معقدة في البلاد لو فشلت الوكالة في مكافحة محاولة الاعتداء. واستدعت الوكالة المؤسسات والأفراد للتحقق من أمن شبكاتهم خاصة قبل استخدامها.
كما شكرت الوكالة شركة Ethiotelecom ووزارة الابتكار والتكنولوجيا لدعم مساعيها في إحباط الهجمات السيبرانية.
اعتراف مصري: في وقت سابق أعلن مجموعة من الهاكرز المصريين يحملون اسم "Cyber_Horus Group" عن اختراق عدد من المواقع الإثيوبية رداً على ما وصفوه بتعنت الأخيرة في موقفها مع مصر بشأن قضية ملف إنشاء سد النهضة.
وضع المخترقون رسالة على تلك المواقع المخترقة تقول "إذا انخفض مستوى النهر، فليسرع جميع جنود الفرعون ويعودوا فقط بعد تحرير النيل، مما يعوق تدفقه وسريانه، والانخراط مع مصر في حرب قد يكلفك أكثر من حياة شعب إثيوبيا، ولتكن لعنة الفراعنة على كل من أراد مصر بسوء".
شملت قائمة المواقع الإثيوبية الحكومية المستهدفة كلاً من كلية جنوب الشرطة dpc .gov .et، ومكتب التطور التعليمي في إثيوبيا gov .et snnrepdub، إضافة إلى وكالة الإحصاء المركزية في إثيوبيا snnprestrade.gov .et، ومركز الإحصائيات الإثيوبية sictda.gov، ومجلس الأمم الإثيوبية snnprsc.gov .et.
تعثر مفاوضات سد النهض: الإعلان عن الهجمات الإلكترونية يأتي في ظل تأزم العلاقات بين البلدين بسبب تعثر مفاوضات سد النهضة.
إذ قال وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشو، الإثنين 22 يونيو/حزيران، إن "أي قوى داخلية أو خارجية لن تمنعنا من إنجاز سد النهضة"، وذلك بعد تعثر المفاوضات الثلاثية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا حول السد.
وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية نقلت عن أندارغاشو، قوله إن "المحادثات الثلاثية مع مصر والسودان حول القضايا القانونية توقفت، وما زالت بعيدة عن التوافق"، حسبما أفادت وكالة الأناضول.
كما أكد من جانبه، أن"أي مفاوضات قد تحرم إثيوبيا من حقها في الاستخدام العادل للنيل، أو أي خطط مستقبلية لبناء مشروعات أخرى، غير مقبولة على الإطلاق".
المسؤول الإثيوبي أشار إلى أن مصر تتخذ المفاوضات "ذريعة" للحد من حق بلاده في السد. وأضاف: "أي قوى داخلية أو خارجية لن تمنع إثيوبيا من إنجاز سد النهضة الذي يتم بناؤه بجهد إثيوبي خالص".
من جهته، سامح شكري، وزير خارجية مصر، قال في حوار مع وكالة "أسوشييتد برس"، في وقت سابق من الإثنين، إن بلاده "عملت على إقناع الشعب المصري بأن لدى إثيوبيا الحق في بناء السد لتحقيق أهدافها التنموية".
وأوضح شكري، أن "بلاده لم تهدد بأي عمل عسكري" ضد إثيوبيا خلال السنوات الست الماضية، بسبب الخلافات حول السد، مؤكداً أنها سعت لحل سياسي.
كما أعلنت الخارجية المصرية، في بيان، أنها تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن، بشأن "تعثر" مفاوضات سد النهضة، ودعت السبت، في خطاب آخر، إلى تسريع مناقشة طلبها، وسط تقليل وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندارغاشو، الأحد، من أهمية الطلب المصري.