أعلنت حكومة الوفاق الوطني أنها لن تشارك في الاجتماع القادم للجامعة العربية المخصص لبحث النزاع الذي تخوضه منذ أكثر من عام ضد ميليشيات اللواء خليفة حفتر، فيما توجّه رئيس حكومة الوفاق صباح السبت 20 يونيو/حزيران 2020، إلى الجزائر.
رفض دعوة الجامعة العربية: ذكرت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق في وقت متأخر من مساء الجمعة 19 يونيو/حزيران، على صفحتها في موقع فيسبوك موقف ليبيا الرافضة لدعوة مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة عبر الدوائر المغلقة خلال الأسبوع القادم، مشيرة إلى أنه لم يتم التشاور معها مسبقاً.
كانت جامعة الدول العربية قد أعلنت في وقت سابق عن عقد اجتماع افتراضي طارئ على مستوى وزراء الخارجية من أجل بحث تطورات الأوضاع في ليبيا، وهو الاجتماع الذي دعت إليه مصر الداعمة للواء المتقاعد حفتر.
وأكد وزير الخارجية محمد الطاهر سيالة في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية يوسف بن علوي "أن الرفض الليبي نابع من عدم اتباع الإجراءات والقواعد المعمول بها في أي اجتماع حتى يحقق الغاية المرجوة منه".
كما أوضح: "وعلى رأس ذلك التشاور مع ليبيا باعتبارها الدولة المعنية بالاجتماع وهو ما لم يحدث". وأضاف: "كما أن الاجتماع المغلق عبر الفيديو لا يصلح لمناقشة ملفات شائكة تحتاج إلى مداولات ونقاشات معمّقة".
فيما اعتبر أن "إهمال" هذه المعايير "يؤدي إلى تعميق الهوة" بين الدول العربية و"إحداث الانقسام".
السراج في الجزائر للقاء تبون: من جهة أخرى، وصل رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فايز السراج، السبت، إلى الجزائر في زيارة رسمية لبحث تطورات أزمة بلاده. وأفاد التلفزيون الجزائري الرسمي بأن رئيس الوزراء عبدالعزيز جراد، ووزيري الخارجية صبري بوقادوم، والداخلية كمال بلجود، كانوا في استقبال السراج بمطار الجزائر الدولي في العاصمة.
كما ذكر أن زيارة السراج تستمر يوماً واحداً ويبحث خلالها مستجدات الأوضاع في بلاده.
بينما قالت وسائل إعلام ليبية إن السراج سيلتقي خلال الزيارة، التي يرافقه فيها وزير الداخلية بحكومته فتحي باشاغا، الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لبحث تطورات الأزمة الليبية.
تعتبر زيارة السراج هذه الثانية من نوعها للجزائر منذ مطلع العام الجاري، بعد زيارة مماثلة أجراها في يناير/كانون الثاني الماضي. وتأتي الزيارة بعد نحو أسبوع من استقبال الرئيس الجزائري في 13 يونيو/حزيران الجاري، لرئيس مجلس النواب الليبي في طبرق (شرق)، عقيلة صالح.
إذ أفاد بيان للرئاسة الجزائرية، آنذاك، بأن اللقاء جاء "في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد حلّ سياسي للأزمة الليبية". وفي 12 من الشهر الجاري، جدّد الرئيس تبون، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، عرض بلاده للوساطة بين فرقاء الأزمة الليبية.
كما قال الرئيس الجزائري إن "الحسم في ليبيا لن يكون عسكرياً"، كما شدد على أن الجزائر "تقف على نفس المسافة" من جميع الأطراف في هذا البلد.
رفض المبادرة المصرية: كانت مصر قد أعلنت عن مبادرة لوقف إطلاق النار بعد خروج القوات الموالية لحفتر في الأسابيع الماضية من شمال غرب ليبيا، ما شكل فشلاً للهجوم الذي شنته في نيسان/أبريل 2019 على طرابلس.
وأعربت حكومة الوفاق الوطني وتركيا عن شكوكهما حيال المبادرة المصرية، التي ينظر إليها على أنها وسيلة لكسب الوقت للمشير حفتر، الذي تدعمه كذلك الإمارات العربية المتحدة وروسيا كذلك.