رصدت عدد من الدول الغنية مبالغ مالية ضخمة؛ من أجل الحصول على جرعات كافية من لقاحات منتظرة لعلاج مرضى "كوفيد-19″' لمواطنيها، إذ شرعت عدد من هذه الدول الغنية في القيام بطلبات مسبقة كبرى للقاحات فيروس كورونا المستجد، مما قد يعني أن البلدان الفقيرة ستُترك دون لقاح.
وفق تقرير لصحيفة Business Insider الأمريكية، الخميس 18 يونيو/حزيران 2020، فإن بعض التركيبات أظهرت المرشحة لتكون لقاحاً نتائج واعدة خلال التجارب السريرية، وأعلى هذه التركيبات من حيث الطلب تطُوِّرها جامعة أوكسفورد، التي دخلت في شراكة مع شركة الأدوية الكبرى "أسترا زينيكا"، وهو الأمر الذي جعل عدداً من البلدان تقدّم طلبيات مسبقة وبمبالغ ضخمة من أجل الحصول عليه.
ميزانيات ضخمة: تسابق عدد من البلدان الغنية والمتقدمة، الزمن من أجل الحصول على لقاح آمن وفعال للفيروس، ورصدت لذلك أموالاً طائلة، والتي يمكن أن نستعرضها على الشكل التالي:
•في 17 مايو/أيار، استثمرت المملكة المتحدة 79 مليون دولار في برنامج لقاح أوكسفورد مقابل 30 مليون جرعة.
• في 21 مايو/أيار، حصلت الولايات المتحدة على 300 مليون جرعة من اللقاح نفسه بعد توقيع صفقة تصل إلى 1.2 مليار دولار مع شركة "أسترا زينيكا".
• في 15 يونيو/حزيران، وقّعت كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا، وهي الدول التي تقود معاً تحالف الشمال في أوروبا، صفقة مع "أسترا زينيكا" مقابل 400 مليون جرعة بنهاية عام 2020.
• في 17 يونيو/حزيران، أطلق الاتحاد الأوروبي استراتيجية أوروبية لتصنع وتوفير اللقاح؛ لضمان أن كل اللقاح متاح لكل إنسان محسوب على التكتل. خُصص لتلك الاستراتيجية 2.3 مليار دولار.
10 مليارات جرعة ومخاوف من "الاحتكار": في حديثه مع موقع Business Insider الأمريكي، قال الدكتور فرانك هاينريخت، الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع قارورات اللقاحات الزجاجية Schott، إن صناع اللقاحات يتوقعون الحاجة إلى 10 مليارات جرعة لتغطية حملة تطعيم شاملة. تعمل Schott حالياً مع عمالقة تصنيع الأدوية، مثل "أسترا زينيكا"، لتعبئة المصل.
يأتي هذا فيما حذّرت الجماعات الحقوقية والناشطون في الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي من أن تخطيطاً مستقبلياً مثل هذا من هذه البلدان سيترك البلدان الأكثر فقراً دون تطعيم.
قال أرزو أحمد، عضو مجلس نوفيلد لأخلاقيات علم الأحياء في بريطانيا، لوكالة Associated Press الأمريكية: "لا يمكننا الاعتماد على النية الحسنة لضمان وصول اللقاح لجميع الدول".
كما تابع: "استغرق الأمر 10 سنوات في حالة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز كي تصل الأدوية إلى الأشخاص في البلدان المنخفضة الدخل. إذا حدث هذا مع كورونا المستجد، فسيكون أمراً يدعو إلى القلق بشدة".
من جهتها، قالت الدكتورة سمية سواميناثان، كبيرة العلماء بمنظمة الصحة العالمية، لوكالة Associated Press: "لا نريد أن نكون في وضع تتوافر فيه جرعات اللقاح ولكنها متاحة فقط لبعض البلدان".
وأضافت: "نحتاج موافقة بالأغلبية حول ذلك الأمر؛ حتى نتمكن من الاتفاق على تقاسم اللقاح بطريقة تحمي الأكثر ضعفاً".
مبادرات للفقراء: في 4 يونيو/حزيران، أعلنت "أسترا زينيكا" أنها وقّعت اتفاقيات بقيمة 750 مليون دولار مع تحالف ابتكارات التأهب الوبائي والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، لتأمين 300 مليون جرعة.
يحرص الاتحاد الأوروبي أيضاً على ضمان ألا تُترك الدول الفقيرة دون لقاح.
قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، يوم الأربعاء 17 يونيو/حزيران: "لا مكان للأنانية عندما يتعلق الأمر بمكافحة جائحة عالمية".
كما وقّعت شركة "أسترا زينيكا" أيضاً صفقة مع معهد الهندي للأمصال، تتضمن تخصيص 400 مليون جرعة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
أما شركة جونسون آند جونسون، فأعلنت أنها لن تحقق ربحاً من مبيعات لقاحها للدول الفقيرة. وقالت شركة "أسترا زينيكا" هي الأخرى إنها لن تحقق أي ربح من اللقاح.